ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة قوية أمام قمة بريكس، وجّه فيها انتقادات حادة لإسرائيل بسبب حربها المستمرة في قطاع غزة وسياساتها في الضفة الغربية، محذّراً من خطورة محاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.
وقال السيسي إنّ إسرائيل "دأبت منذ ما يقرب من عامين على ممارسة أبشع صور القتل والترويع، مستخدمة التجويع والحرمان من الخدمات الصحية كسلاح ضد المدنيين"، مشيراً إلى أنّ هذه الممارسات أدّت إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة بلغت حد إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة في قطاع غزة".
وأضاف أنّ إسرائيل تمضي في "توسيع عملياتها العسكرية، إمعاناً في تدمير مقومات الحياة بهدف إجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم وتنفيذ مخطط التهجير القسري"، مؤكداً أنّ "مصر ترفض بشكل قاطع أي سيناريو يستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، لما يمثله ذلك من محاولة لتصفية القضية الفلسطينية ووأد حل الدولتين".
وجدّد السيسي إدانة بلاده لمحاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وبناء مستوطنات جديدة، معتبراً أنّها "مخططات تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والديموغرافي للأراضي المحتلة، وفرض أمر واقع يقوّض حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة".
وعرض الرئيس المصري جهود القاهرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات وإطلاق سراح الأسرى، مشيراً إلى أنّ مصر أعدّت خطة شاملة لإعادة إعمار غزة "حظيت بتأييد عربي ودولي واسع"، وأنها تعتزم استضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار فور التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ودعا السيسي قادة العالم إلى دعم مسار حل الدولتين، قائلاً: "أدعوكم إلى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يرسّخ السلم والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع".
كما انتقد ما وصفه بـ"ازدواجية فاضحة في المعايير وانتهاك سافر للقانون الدولي"، معتبراً أنّ "الانحدار الحالي يقوّض أسس السلم والأمن الدوليين ويعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللا قانون، ويكرّس استخدام القوة كوسيلة لفرض الإرادة وتحقيق المآرب".