لليوم الثالث على التوالي، يثير خبر تجنيد المواطن الأردني رائد صبري حماد للقتال في صفوف الجيش الروسي، تفاعلاً واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما كشفت وسائل إعلام محلية تفاصيل "استدراجه" عبر إحدى قنوات تطبيق "تيلغرام"، في وقت لم تصدر فيه السلطات الأردنية أي تعليق رسمي حول القضية.
ونشر موقع "عمّان نت" مقطع فيديو مدته 7 دقائق لزوجة حماد، تحدثت فيه عن ملابسات ما وصفته بـ"الفخ" الذي وقع فيه زوجها الخمسيني، موضحة أنه كان يعتقد أنه سيعمل في وظيفة إدارية ضمن وزارة الدفاع الروسية، لكنه فوجئ بنقله مباشرة إلى جبهات القتال ضد الجيش الأوكراني.
وبحسب روايتها، فإن زوجها، البالغ من العمر 54 عامًا ويعاني من أمراض مزمنة بينها الديسك، عاطل عن العمل ويعيل أربعة أبناء، أصغرهم في الثالثة عشرة من عمره. وأشارت إلى أنّ الأوضاع المعيشية الصعبة دفعت زوجها إلى قبول العرض، على أمل تحسين وضع العائلة والعودة بعد سنة. لكن، بعد وصوله إلى موسكو في 15 آب الماضي، جرى نقله بين عدة مناطق قبل أن يُطلب منه توقيع عقد باللغة الروسية مؤلف من 21 صفحة، ينص على مشاركته في القتال.
وكشفت أنّ زوجها بات يعيش في حالة "خوف يومي"، ويتعرض لابتزاز مالي وتهديدات، بينها الحبس الانفرادي، في وقت تتعذر عودته. وأكدت أن العرض الذي تلقاه شمل إغراءات مالية تصل إلى 300 ألف دولار، مع إمكانية الحصول على الجنسية الروسية ومنزل مستقل وراتب مدى الحياة.
بالتوازي، نشرت وسائل إعلام محلية، بينها موقع "الدار"، تحقيقًا موسعًا حول قنوات "تجنيد" عبر تيلغرام، تضم أكثر من 23 ألف مشترك، وتعرض مزايا مالية ضخمة لاستقطاب شباب عرب وأجانب. كما تداولت مقاطع فيديو لشبان عراقيين يقاتلون بالفعل إلى جانب الجيش الروسي في أوكرانيا.
وفي غياب أي موقف رسمي، دعا الكاتب والمحلل السياسي الأردني ماهر أبوطير، عبر صفحته على فيسبوك، السلطات الأردنية إلى مراقبة حركة السفر إلى موسكو، محذراً من أنّ "سهولة السفر اليوم تفتح بوابات خطيرة" في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة، قائلاً: "تلك ليست حربنا، ولا مقدسة أيضاً".
ويأتي ذلك بعد أيام من توقيع الأردن وروسيا اتفاقًا في 20 آب الماضي لإلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين، في وقت لا تزال قضية حماد تثير تساؤلات حول مدى انتشار هذه الظاهرة، وإمكانية تورط أردنيين آخرين عبر المسار نفسه.
الـــمــــزيــــــــــد
