كشفت صحيفة معاريف العبرية، في تقرير للصحافي آفي أشكنازي، أنّ إسرائيل عاشت أمس يوماً دامياً قُتل خلاله 11 شخصاً وأصيب العشرات بجروح مختلفة، في ثلاثة أحداث متتالية سلّطت الضوء على عمق المأزق الأمني والسياسي الذي تعيشه البلاد.
وبحسب التقرير، وقع الهجوم الأول في وادي عارة حيث قُتل شرطي إسرائيلي خلال محاولة إحباط عملية تهريب أسلحة، في وقت باتت تجارة السلاح غير الشرعي وجرائم القتل وفرض الخوات من قبل عصابات الجريمة المنظمة مشكلة وطنية متفاقمة. بعد ساعات، نفّذ مقاتلو حماس كميناً محكماً ضد قوة إسرائيلية عائدة من هجوم شمالي غزة، قرب جباليا، استُهدف خلاله قادة الدبابات عبر القنص أو عبر إلقاء عبوات متفجرة داخل الأبراج، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود من سلاح المدرعات وإصابة جندي من لواء النخبة "ناحال".
أما الهجوم الثالث، فوقع عند مفترق "رموت" في القدس، حين اجتاز مسلّحان من رام الله خط التماس ونفّذا عملية إطلاق نار استهدفت عشرات المدنيين محاولَين السيطرة على حافلة مكتظة بالركاب. تدخّل جندي من لواء "حشمونائيم" برفقة مدني، فأطلقا النار على المهاجمين وقتلوهما من مسافة قريبة، لكن العملية انتهت بمقتل ستة إسرائيليين وإصابة عشرات بجروح متفاوتة.
الصحيفة أوضحت أنّ هذه الأحداث الثلاثة تكشف "الخيط الرابط بين جميع الجبهات"، حيث تحوّلت إسرائيل إلى ساحة مفتوحة من غزة إلى الضفة والقدس، مروراً بانتشار السلاح غير الشرعي والجريمة المنظمة داخل أراضي 48، في ظل عجز الشرطة عن فرض هيبة الدولة.
كما وجّه التقرير انتقادات حادة للقيادة السياسية، معتبراً أنّ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يواصل "بيع الوهم للجمهور" بالحديث عن استعادة "السيادة"، فيما الواقع أنّ معظم المتاجر في الشمال والجنوب تدفع أموال حماية لعصابات إجرامية، والشرطة عاجزة عن مواجهتها، خاصة في الأوساط العربية والبدوية. وانتقد كذلك وزير الدفاع يوآف غالانت الذي يطلق تصريحات استعراضية من دون استراتيجية واضحة.
أما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فقد حضر إلى موقع هجوم القدس في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي، بينما وصف خبراء الوضع العسكري في غزة بأنه "رمال متحركة أسوأ من وحول لبنان"، حيث يواجه الجيش خلايا مقاومة تتعلم بسرعة نقاط ضعف القوات الإسرائيلية وتتكيف معها.
وأنهى آفي أشكنازي تقريره بالقول إنّ "المشكلة الكبرى ليست في قوة الخصوم فحسب، بل في غياب قيادة إسرائيلية قادرة على استشراف المستقبل وصياغة استراتيجية واضحة"، ما يجعل المبادرة بيد الطرف الآخر، الذي يفرض إيقاع العنف على مختلف الجبهات.