إبستين وترامب… صفقة غامضة تثير الجدل من جديد

كشف أرشيف لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي عن تفاصيل جديدة مرتبطة بالمجرم الجنسي الراحل جيفري إبستين، أعادت قضيته إلى الواجهة من جديد.

وأظهرت إحدى الصفحات من كتاب التهاني الخاص بعيد ميلاد إبستين الخمسين، صورة التقطت خلال الاحتفال، يظهر فيها إلى جانب مجموعة أشخاص، بينهم فتاة غُطي وجهها بمربع أسود. وفي الصورة، يحمل الحاضرون شيكاً موقعاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب باسم إبستين، بقيمة 22,500 دولار، مقابل ما وصفه إبستين بأنه "أصل عديم القيمة تماماً".

وإلى جانب الصورة، دُوّن تعليق بخط اليد جاء فيه: "جيفري يظهر مواهبه المبكرة في المال بالإضافة إلى النساء! يبيع لدونالد ترامب أصلاً عديم القيمة مقابل 22,500 دولار… ومع أنني عقدت الصفقة، لم أحصل على أي أموال من أجل الفتاة!".

هذه الوثيقة أعادت التذكير بسجل إبستين الإجرامي، إذ كانت السلطات الأميركية قد وجّهت له عام 2019 اتهامات خطيرة بالاتجار بالقاصرين بغرض استغلالهم جنسياً، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى 40 عاماً سجناً، إضافة إلى تهمة التآمر لممارسة هذا النشاط والتي تصل عقوبتها إلى خمس سنوات.

ووفق التحقيقات، فقد أقام إبستين بين عامي 2002 و2005 علاقات جنسية مع عشرات الفتيات القاصرات في منازله بنيويورك وفلوريدا، وكان يدفع لهن مبالغ نقدية تصل إلى مئات الدولارات، قبل أن يكلف بعض الضحايا بجذب فتيات أخريات، لم يتجاوز عمر بعضهن 14 عاماً.

وفي تموز 2019، أمرت محكمة مانهاتن في نيويورك بإبقائه قيد الاحتجاز من دون كفالة. وبعد أسابيع، عُثر عليه في زنزانته بحالة شبه فاقد للوعي، قبل أن يفارق الحياة، وأكد التحقيق لاحقاً أنه انتحر.

الاهتمام بالقضية عاد مجدداً بعدما فشلت إدارة ترامب في نشر وثائق جديدة، رغم وعوده الانتخابية برفع السرية عن الملفات. وتعرض الرئيس الأميركي السابق لانتقادات واسعة حتى من داخل قاعدته المؤيدة، بعد صدور بيان مشترك لمكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل أكدا فيه أن إبستين لم يمارس الابتزاز ضد شخصيات بارزة، ولم تكن بحوزته قائمة عملاء كما أشيع.