أعلنت إيران، اليوم الثلاثاء، أنها توصلت إلى تفاهم جديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أشهر من تعليق التعاون إثر الهجمات التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة في حزيران الماضي.
وجاء الإعلان عقب اجتماع استضافته القاهرة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمدير العام للوكالة رافائيل غروسي، برعاية مصرية مباشرة. وأكد غروسي أنه توصل مع عراقجي إلى اتفاق يتيح استئناف أنشطة التفتيش داخل إيران، واصفاً الخطوة بأنها "مهمة وفي الاتجاه الصحيح".
من جانبه، شدد وزير الخارجية الإيراني على أن التفاهم يضمن استمرار التعاون مع الوكالة بما يحفظ السيادة الوطنية لبلاده ويلبي متطلبات التحقق الدولية، مضيفاً: "لن نساوم أبداً على سيادتنا أو حقوقنا أو أمننا". وأوضح أن الاتفاق، رغم ما وصفه بـ"الاعتداءات غير القانونية"، يعكس ضبط النفس وروح المسؤولية لدى طهران، داعياً الوكالة والمجتمع الدولي إلى الالتزام بالقانون الدولي وإدانة تلك الهجمات.
وأشار عراقجي إلى أن التعاون ليس مساراً أحادياً، بل يتطلب من الوكالة الالتزام بمسؤولياتها والحفاظ على الحياد والاستقلالية. كما حذّر من أن أي عمل عدائي ضد إيران، بما في ذلك إعادة فرض قرارات مجلس الأمن الملغاة، سيُنهي فوراً الخطوات العملية التي تم التفاهم عليها.
وكان البرلمان الإيراني قد أقر في 26 حزيران الماضي قانوناً يوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويمنع دخول مفتشيها، عقب هجوم إسرائيلي استمر 12 يوماً بدعم أميركي. ومنذ ذلك الحين، اشترطت طهران موافقة مجلس الأمن القومي الأعلى على أي عملية تفتيش.
اللقاءات التي استضافها قصر رئاسة الجمهورية في القاهرة عكست دوراً بارزاً لمصر في رعاية التفاهم. فقد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي كلاً من عراقجي وغروسي، بحضور وزير الخارجية بدر عبد العاطي، مؤكداً دعم بلاده لجهود خفض التصعيد واستعدادها لتهيئة بيئة مناسبة للحوار.
وأشار السيسي إلى أهمية الاتفاق، معتبراً أنه يفتح آفاقاً جديدة لاستئناف المفاوضات النووية ويسهم في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. وشدد على حق الدول في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وعلى ضرورة العمل لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في المنطقة.
من جهته، أشاد غروسي بالدور المصري، مؤكداً أن نجاح المفاوضات لم يكن ليحدث لولا "وزن مصر ومكانتها وإشراف الرئيس المباشر على المسار التفاوضي"، واصفاً الاتفاق بـ"التاريخي". أما عراقجي فثمّن جهود السيسي، مؤكداً أنها تمهّد لمرحلة جديدة وتمنح فرصة لعودة الدبلوماسية إلى واجهة الملف النووي.
الـــمــــزيــــــــــد
