كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الثلاثاء، تفاصيل ما وصفته بـ"جدل الغرف المغلقة" الذي سبق عملية "قمة النار" في الدوحة وتلاها، وهي العملية التي استهدفت فيها إسرائيل عدداً من قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية.
وبحسب الصحيفة، فإن القيادة السياسية والأمنية في تل أبيب دعمت مجتمعة أي خطوة تؤدي إلى "قطع رؤوس" قادة حماس في الخارج، غير أن النقاش احتدم حول التوقيت، حيث طُرحت معضلة أساسية: هل يجب التحرك فوراً أم الانتظار إلى وقت لاحق؟
وأوضحت أنّ ممثلي جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أصروا على تسمية العملية بـ"قمة النار"، معتبرين أنها "فرصة عملياتية نادرة" لتصفية أبرز قادة الحركة المجتمعين في منزل خليل الحية، رئيس فريق التفاوض في حماس. كما اعتبر بعض المسؤولين أنّ قيادة حماس في الخارج هي التي تعرقل أي تقدم في الصفقة المقترحة، ما جعل تنفيذ العملية ضرورياً.
الصحيفة أشارت إلى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر (المتواجد حالياً في واشنطن) أيّدوا العملية، فيما عبّر نتنياهو عن قناعته بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تعارض هجوماً على الأراضي القطرية.
من جهة أخرى، نقلت قناة "كان نيوز" أنّ عدداً من كبار المسؤولين، بينهم رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس الموساد ديدي برنيع، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر، دعموا الاغتيال لكنهم تحفظوا على التوقيت، معتبرين أنّ من الأفضل استنفاد المفاوضات بشأن الصفقة الجديدة التي طرحها ترامب قبل المضي قدماً.
وفي السياق ذاته، علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت على التقارير المتناقضة بشأن إبلاغ واشنطن مسبقاً بالعملية. وقالت إن الجيش الأميركي هو من أبلغ البيت الأبيض أثناء تنفيذ الضربة، موضحة: "أبلغ الجيش الأميركي إدارة ترامب أن إسرائيل هاجمت مسؤولين كباراً في حماس كانوا في منطقة الدوحة"، في إشارة إلى أنّ الإدارة لم تكن على علم مسبق بالهجوم.
ليفِيت اعتبرت أنّ العملية بمثابة "قصف لدولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة يعمل بجد وشجاعة من أجل التوسط لتحقيق السلام"، مؤكدة أنّ الهجوم "لا يخدم أهداف إسرائيل أو الولايات المتحدة"، لكنها شددت في المقابل على أنّ "القضاء على حماس يظل هدفاً نبيلاً".
الصحيفة لفتت إلى أنّ الرئيس ترامب عبّر عن أسفه لتوقيت العملية، مؤكداً أنّ قطر "حليف وصديق قوي للولايات المتحدة". وكشفت أنّ ترامب اتصل بعد العملية برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي أبدى رغبته في تسريع جهود السلام، كما أجرى اتصالاً هاتفياً مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مؤكداً لهما أنّ "مثل هذا الأمر لن يتكرر على الأراضي القطرية مرة أخرى".