أجرى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب سلسلة لقاءات في طهران مع عدد من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية، حيث طرح مبادرة تقوم على خطوتين: تشكيل مجلس دائم برعاية الجمهورية الإسلامية للتواصل مع الدول الفاعلة في العالم الإسلامي لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمة، وتشكيل مجلس علمائي من السنة والشيعة لتوحيد الرؤى الإسلامية.
وشدد الخطيب على "ضرورة تفعيل التعاون والتنسيق بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية كمقدمة لهذا المشروع الواسع"، معتبراً أنّ التفاهم السعودي – الإيراني هو مفتاح الحلول لأزمات المنطقة.
وفي لقاءاته الإعلامية على هامش المؤتمر، رأى الخطيب أنّ "الأمة العربية ظنت أنّ اتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو ستعيد الحقوق للشعب الفلسطيني، لكن فشلها وقيام الثورة الإسلامية في إيران ألهم الشعوب بضرورة الجهاد ضد المحتل الإسرائيلي، ومن رحم هذه المقاومة وُلدت المقاومة اللبنانية بعد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان". وأضاف: "عملية طوفان الأقصى أثبتت أنّ العدو فشل في رهانه على إنهاء المقاومة، وهو اليوم يحاول بالسياسة ما عجز عنه عسكرياً".
وأشار إلى أنّ "الحرب التي شنها العدو على الجمهورية الإسلامية جاءت لكونها رأس محور المقاومة، لكنه فشل أيضاً، وردّت إيران بقسوة، وشاهد العالم في مدنه ما يشبه الدمار الذي يعيشه قطاع غزة". وتابع: "المقاومة لم تعتمد الموازين المادية في صراعها مع العدو بل اعتمدت على الله، ولهذا نجحت وستبقى تحقق آمال الشعوب العربية بالنصر".
وعن أهمية المؤتمر، أوضح الخطيب أنّه "يشكّل مناسبة للتلاقي بين علماء الأمة ونخبها، وفرصة لتأكيد أنّ الصراع مع الغرب ليس آنياً بل حضاري وثقافي واجتماعي ممتد عبر التاريخ، ومن الخطأ أن نقاتل الغرب بسلاحه".
وفي تقييمه للواقع العربي، قال: "الأمة العربية تعيش حالة انهزامية بسبب الحسابات الخاصة لكل دولة وغياب العمل الوحدوي، فيما الفتنة المذهبية زادت الأمور تعقيداً". وأعرب عن أمله في أن "يغيّر العرب مواقفهم بعدما كشف العدو الإسرائيلي مشروعه بتحقيق إسرائيل الكبرى، بما يستدعي تعاوناً استراتيجياً بين الدول المؤثرة، خصوصاً إيران والسعودية وتركيا ومصر، لصوغ سياسة مشتركة تدفع الأخطار عن الجميع".
وختم الخطيب محذّراً: "الخطر الإسرائيلي يطال الجميع، وأبرز مثال العدوان على دولة قطر التي رعت معظم مفاوضات وقف الحرب في غزة. لكن استهدافها من قبل العدو يؤكد أنه لا يريد السلام، وأن العدوان يجب أن يكون درساً لكل الدول العربية، وخاصة لبنان، بأن لا أحد فوق رأسه خيمة زرقاء".