كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن عدداً متزايداً من الجنود الإسرائيليين يرفضون الانضمام إلى صفوف الجيش، في وقت تستدعي فيه القيادة الإسرائيلية عشرات الآلاف من جنود الاحتياط للمشاركة في غزو مدينة غزة.
ورغم غياب الأرقام الرسمية، أقرّت الصحيفة بأن مجموعات جديدة أخذت تعلن رفضها الخدمة العسكرية، على الرغم من خطر السجن الذي يواجههم.
وأشارت إلى أن هذه الظاهرة برزت خلال الحرب الحالية، حتى وإن لم تؤثر بشكل مباشر حتى الآن في العمليات العسكرية.
ولفتت إلى أن إحدى المجموعات الرافضة تضم أمهات يخشين على حياة أبنائهن، بينما قال جندي ومسعف سابق يدعى أفشالوم زوهار سال (28 عاماً) إنه وزملاءه "مرهقون ومحبطون ولم يعودوا يعرفون ما الذي يقاتلون من أجله".
وأوضحت الصحيفة أن جماعة "جنود من أجل الرهائن" تقول إنها تمثل أكثر من 360 جندياً يرفضون الخدمة، معتبرة أن حرب نتنياهو "تعرّض حياة الرهائن للخطر وتدمر المجتمع الإسرائيلي وتقتل وتشوه وتجوّع المدنيين في غزة".
كما أعلنت مجموعة أخرى تُعرف باسم "أنقذوا أرواحنا" (SOS) أنها تمثل ما يقارب 1000 أم لجنود، ونظمت احتجاجات في أنحاء إسرائيل، والتقت بمسؤولين حكوميين، في تكرار لحراك مماثل ساهم عام 2000 في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.
نوريت فيلسنثال-بيرغر، وهي أم لجنود خدموا في غزة، قالت: "علينا أن نكون صوتهم". فيما كشفت ييفات غادوت أن ابنها (22 عاماً) الذي خدم 9 أشهر في غزة أخبرها أن الجنود يشعرون وكأنهم "أهداف سهلة".
وأضافت، "نحن الأمهات سنبذل قصارى جهدنا لإخراجكم من هذه الحرب السياسية".
الصحيفة نقلت عن مجموعة الأزمات الدولية أن دفع الجنود لمواصلة القتال في بلد يعاني انقساماً داخلياً حاداً قد يترك أثراً دائماً على القدرات العسكرية الإسرائيلية.
كما أشارت إلى أن الانقسامات بشأن الإصلاح القضائي والاحتجاجات الجماهيرية التي سبقته أضعفت المؤسسة العسكرية قبل هجوم 7 تشرين الأول.
وبحسب استطلاع رأي حديث، فإن نحو ثلثي الإسرائيليين، بينهم 60% من اليهود، يعتقدون أن إسرائيل يجب أن توافق على اتفاق يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى ووقف الأعمال العدائية والانسحاب من غزة.