أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنّ استقرار سوريا يشكّل ركناً أساسياً لضمان أمن وسلامة أوروبا، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في إعادة بناء مؤسساتها وتوفير الخدمات الأساسية للشعب السوري، بما فيها الأمن والاستقرار.
وشدد فيدان، في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، على ضرورة التزام دول المنطقة والمجتمع الدولي باحترام وحدة سوريا وسيادتها، مشيراً إلى أنّ ازدهار البلاد سينعكس إيجاباً على الأمنين الإقليمي والدولي.
وفي السياق، دعا الوزير التركي إلى ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة على الأراضي السورية، معتبراً أنّ "إسرائيل تسعى لإضعاف جيرانها وتقويض استقرارهم، وأن هدفها الحقيقي هو التوسع الجغرافي وليس الأمن كما تدّعي".
من جهته، شدد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة تلفزيونية مساء أمس، على أنّ "سوريا لا تقبل القسمة ولا أي طموح في استقلال أو ما شابه"، مؤكداً أنّ تل أبيب كانت تملك مخططات لتقسيم سوريا، وأن بعض سياساتها "تعكس أسفها على سقوط النظام السابق".
ومنذ سقوط النظام السابق وفرار رئيسه بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، صعّدت إسرائيل غاراتها على مواقع مختلفة داخل سوريا، بما في ذلك العاصمة دمشق، وتوغلت جنوباً متخطية المنطقة العازلة، وصولاً إلى القنيطرة. كما أقامت مراكز جديدة في الجنوب السوري، ونفذت إنزالاً قرب جبل المانع جنوب دمشق في أواخر آب 2025، متوعدة بمزيد من الهجمات "ضد كل ما يهدد أمنها"، رغم المفاوضات الجارية منذ أشهر لتهدئة الصراع في الجنوب.
تأتي مواقف فيدان في إطار سياسة تركية جديدة تميل إلى إعادة الانفتاح على دمشق، بعد سنوات من القطيعة، خصوصاً مع تزايد المخاوف الأوروبية من موجات لجوء جديدة ومن تمدد الفوضى الأمنية. كما تعكس هذه المواقف اصطفافاً أوسع في المنطقة ضد التصعيد الإسرائيلي المتكرر على الجبهات السورية واللبنانية والفلسطينية، إضافة إلى التوتر الذي أحدثته الضربة الأخيرة في قطر.
الـــمــــزيــــــــــد
