تواصلت، السبت، حركة النزوح من مدينة غزة مع تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته، إذ قدّر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عدد النازحين بأكثر من 250 ألف شخص، على الرغم من صعوبة إيجاد مناطق آمنة أو أماكن متاحة للجوء إليها.
وكتب أدرعي عبر منصة "إكس" أنّ "أكثر من ربع مليون من السكان والمقيمين في مدينة غزة انتقلوا إلى خارجها حفاظاً على سلامتهم"، فيما كانت تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أنّ نحو مليون شخص كانوا يعيشون في المدينة ومحيطها قبل بدء الهجوم الإسرائيلي وتدمير الأبراج السكنية الكبرى قبل أسبوع.
وحذّرت الأمم المتحدة وأطراف دولية أخرى من أنّ السيطرة الإسرائيلية على المدينة وما يرافقها من نزوح واسع قد يفاقمان الأزمة الإنسانية المتفاقمة أصلاً.
لكن الدفاع المدني في غزة نفى هذه الأرقام، مؤكداً أنّ عدد النازحين لا يتجاوز 68 ألفاً، مشيراً إلى أنّ كثيراً من المواطنين ما زالوا متمسكين بالبقاء، فيما يعجز آخرون عن إيجاد مأوى في الجنوب. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل إنّ "مزاعم الاحتلال حول نزوح ربع مليون مواطن من غزة وضواحيها إلى الجنوب كاذبة".
وفي السياق، أوضح المدير العام لمستشفى الشفاء الطبي محمد أبو سلمية أنّ النزوح داخل المدينة يتركّز من الشرق إلى الغرب، مضيفاً أنّ "من ينجح في الوصول إلى الجنوب غالباً لا يجد مكاناً يقيم فيه، فالمواصي ممتلئة تماماً ودير البلح مزدحمة أيضاً"، مشيراً إلى أنّ الكثيرين عادوا أدراجهم إلى غزة بعد فشلهم في إيجاد مأوى أو خدمات أساسية.
الجيش الإسرائيلي أعلن بدوره أنّه يريد السيطرة على مدينة غزة بوصفها "آخر معاقل حركة حماس"، وألقى منشورات على الأحياء الغربية تدعو السكان لمغادرتها عبر شارع الرشيد نحو المنطقة الإنسانية في المواصي. غير أنّ الأخيرة تتعرض أيضاً لقصف مدفعي متكرر ولا تتسع لمزيد من الخيام.
منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل قرابة عامين، نزح معظم سكان القطاع الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة أكثر من مرة، مع تكرار عمليات القصف التي استهدفت البيوت والمدارس والأبراج. وأصبحت مدينة غزة، مركز الثقل السكاني والسياسي في القطاع، هدفاً رئيسياً للجيش الإسرائيلي الذي يعلن نيته "تكثيف وتيرة ضرباته المحددة" ضد بنية حركة حماس.