يرى قصير أن هذا اللقاء يؤكد على أن العلاقات بين لبنان وإيران مستمرة على الصعيد الدبلوماسي، وأن إيران تحترم السيادة اللبنانية، وهي حريصة على تطوير علاقاتها مع لبنان. ويقدّر أن هذا اللقاء يمكن أن يؤسّس لمرحلة جديدة، بعد الاضطرابات والإشكالات التي حصلت قبل وبعد زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى لبنان.
ويعتبر أن إيران توجّه رسالة إيجابية إلى لبنان، وفي المقابل، فإن وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، كان حريصًا على التحدّث بشكل إيجابي عن هذا اللقاء، ما يفتح الباب أمام إعادة تنظيم العلاقات بين البلدين في الاتجاه الصحيح، وهو ما يصبّ في مصلحة لبنان كما في مصلحة إيران.
ويشدّد قصير على أن من مصلحة لبنان أن تكون علاقته جيدة مع إيران، نظرًا للدور الإيراني الكبير في لبنان والمنطقة، ولإيران مصلحة أيضًا في تطوير علاقتها مع لبنان، انطلاقًا من تاريخ هذه العلاقة واهتمامها بالوضع اللبناني. ويرى أن هذا اللقاء يؤسّس لعلاقة جدّية بين البلدين، بعد الإشكالات التي حصلت في الأشهر الماضية.
أما عن السياق الإقليمي، وفي ما إذا كان هذا اللقاء قد تمّ بإيعاز عربي عام أو سعودي خصوصًا، يوضح قصير أنه لا معلومات لديه عن دور سعودي مباشر، لكنه يظن أن جلسة مجلس الوزراء اللبناني في الخامس من أيلول، والمقاربة الجديدة التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية، قد أسهمتا في فتح صفحة جديدة في الوضع الداخلي اللبناني، وفي موقع لبنان ضمن علاقاته الخارجية.
ويشير إلى أن هذه الجلسة الحكومية أخذت في الحسبان واقع العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والحرص على اعتماد خطة عمل تأخذ بالاعتبار الواقع الداخلي. ويرى أن هذه الجلسة فتحت صفحة جديدة.
كما يشير إلى معلومات وصلته من أصدقاء يتواصلون مع السفير السعودي في بيروت، وليد البخاري، والذي أكد حرص المملكة العربية السعودية على العلاقة الإيجابية مع الطائفة الشيعية، نافياً وجود أي نية لاستهدافها، بل مؤكدًا رغبة السعودية في إرسال رسائل إيجابية تجاهها.
وفيما يخص إمكانية عودة الطيران الإيراني إلى مطار بيروت، يلفت قصير إلى أن منع الطيران الإيراني من الهبوط في بيروت جاء نتيجة للتهديدات الإسرائيلية. ويؤكد أن إيران حريصة على استئناف رحلاتها إلى لبنان، إلا أن ذلك يتطلب قرارًا من الحكومة اللبنانية.