أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن الجيش بدأ عملية عسكرية برية واسعة في مدينة غزة، واصفًا إياها بأنها "مرحلة حاسمة"، وذلك خلال شهادته أمام محكمة تل أبيب المركزية. وقال نتنياهو: "لم أطلب جلسات مغلقة لأدرك أن دولة إسرائيل في موقف حرج"، مشيرًا إلى أن الاجتياح البري جاء بعد موجة قصف جوي مكثف استهدف أحياء المدينة الليلة الماضية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن القوات بدأت "بتدمير البنية التحتية لحماس"، محذرًا سكان غزة من أن المدينة باتت "منطقة قتال خطيرة" وداعيًا إلى النزوح جنوبًا عبر طريق الرشيد.
ووفق تقديرات أمنية إسرائيلية، غادر أكثر من 350 ألف فلسطيني مدينة غزة حتى مساء الاثنين، أي ما يفوق 40% من سكانها، فيما يُتوقع أن تستمر موجات النزوح مع تقدم العملية البرية.
وأكد مسؤولون إسرائيليون لشبكتي "سي إن إن" و"وول ستريت جورنال" أن الدخول البري بدأ بالفعل، موضحين أن المراحل الأولى ستكون "مدبرة" وتهدف إلى محاصرة بؤر المقاومة تدريجيًا.
وشهدت الليلة الماضية قصفًا مكثفًا استهدف أحياء الشيخ رضوان والكرامة وتل الهوى، فيما أفاد فلسطينيون برؤية دبابات إسرائيلية تتحرك في شارع الجلاء وسط المدينة.
بالتوازي، عبّر منتدى أقارب الرهائن المحتجزين لدى حماس عن "قلق عميق" إزاء تقارير الاستيلاء على غزة، محذرًا من أن "هذه الليلة قد تكون الأخيرة للرهائن"، بعد مرور 710 ليالٍ على وجودهم في الأسر.
واتهم المنتدى نتنياهو بـ"التضحية بالرهائن لأسباب سياسية"، متجاهلًا تقييمات من قيادات الجيش والأمن.
من جانبه، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن "غزة تحترق" بعد الضربات الجوية الكثيفة، مؤكدًا أن الهدف المعلن هو "هزيمة حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين أن ما يجري يُعد بداية هجوم بري شامل على أكبر مدينة في قطاع غزة، بينما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارات شبه مستمرة بالتزامن مع قصف مدفعي، وأن الدبابات اقتحمت المدينة رغم بقاء مئات الآلاف من المدنيين بداخلها.
وفي السياق الدولي، أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قبيل مغادرته إسرائيل متوجهًا إلى قطر، إلى أن العملية البرية "قد بدأت بالفعل"، مضيفًا: "لدينا نافذة زمنية قصيرة جدًا للتوصل إلى اتفاق، لم تعد لدينا أشهر، بل ربما أيام أو بضعة أسابيع فقط".
الـــمــــزيــــــــــد
