أدّى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب صلاة الجمعة في مقر المجلس على طريق المطار، وألقى خطبة سياسية ودينية ركّز فيها على ذكرى ولادة الرسول الأعظم (ص) وحفيده الإمام جعفر الصادق (ع)، داعياً إلى التمسك بالقيم التي جسدوها ونشرها بين الناس.
وأكد الخطيب أن تمجيد الرسول والأنبياء والأوصياء ليس من باب العصبية القبلية أو الانتماء القومي، بل لأنه جسّد القيم الإلهية والإنسانية، من العدل ومحاربة الظلم والفواحش واحترام الإنسان ونبذ التعصب، مشدداً على أن الاحتفال بالمولد النبوي هو إيمان بالقيم التي دعا إليها النبي.
انتقد الخطيب صمت العالمين العربي والإسلامي تجاه ما يجري في غزة ولبنان، وقال: "اليوم تكررون فعل أهل الكوفة حين ترون ما يفعل العدو بغزة ولبنان، فيما ينتظر البعض العدو ليحتل عواصمهم"، مؤكداً أن لبنان يقف بصموده ومقاومته وجيشه وشعبه دفاعاً عن شرف الأمة وبلدانها.
ودعا الحكومة اللبنانية، وهي تدرس الموازنة، إلى وضع إعادة الإعمار في أولوياتها، وعدم الانشغال بملف نزع السلاح في وقت يستمر فيه العدو الإسرائيلي بخروقاته وعدوانه، مشيراً إلى أن اتفاق الطائف لم يشرّع حصرية السلاح بيد الدولة بل نصّ على شرعية المقاومة.
كما طالب باستكمال تطبيق اتفاق الطائف كاملاً، بما في ذلك تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، مؤكداً أن التلاعب بقانون الانتخابات لفرض ممثلين على الطائفة الشيعية "لن يمرّ"، مضيفاً: "لن يكون رئيس مجلس النواب مفروضاً على هذه الطائفة التي يحاول البعض التعامل معها على أنها طائفة مهزومة".
توقف الخطيب عند الذكرى السنوية لاستشهاد قادة المقاومة، مترحماً على الشهداء، قائلاً: "رحم الله شهيدي لبنان والعرب والمسلمين، السيد حسن نصرالله والسيد الهاشمي، وجميع الشهداء، والتحية لهم ولعوائلهم"، مؤكداً أن دماء الشهداء هي امتداد لرسالة النبي وقيمه.