أقامت سفارة الولايات المتحدة الأميركية حفل استقبال لمناسبة الذكرى الـ249 لاستقلال الولايات المتحدة، حضره وزير الدفاع الوطني ميشال منسى ممثلاً رئيس الجمهورية جوزاف عون، والنائب فادي علامة ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الثقافة الدكتور غسان سلامة ممثلاً رئيس الوزراء نواف سلام، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية والديبلوماسية والاجتماعية.
في كلمتها للمناسبة، أشارت السفيرة الأميركية ليزا جونسون إلى أن "الولايات المتحدة تشارك الرؤية للبنان الذي يختار الوحدة بدل الانقسام، والاستقرار بدل الصراع، والنمو بدل الركود"، مؤكدة أنّ "لبنان يمكن أن يمضي قدماً نحو مستقبل أفضل، لأننا نعلم أنه عندما يزدهر لبنان، تزدهر المنطقة كلها".
وأضافت: "يقف الجيش اللبناني كحامي لسيادة لبنان، وهو يجسّد روح الوحدة والحماية والسلام التي وصفها قادة مثل الرئيس عون ورئيس الوزراء سلام بأنها ركيزة مستقبل لبنان".
ومما جاء في كلمة السفيرة كما وزّعتها السفارة الأميركية: "مساء الخير، ومرحباً بكم. شكراً لكم جميعاً لحضوركم هنا للمشاركة في احتفال الذكرى السنوية الـ249 لاستقلال الولايات المتحدة الأميركية. بداية، نتقدّم بالشكر لحرس السفارة التابع لسلاح مشاة البحرية الأميركية على عرض العلم. إن انضباطكم وشرفكم تذكيرٌ بالقيم التي نعتزّ بها.
كما أودّ أن أعبّر عن خالص شكري لفريق السفارة الأميركية الرائع. إن عملكم الجاد، وإبداعكم، وأشهر من التخطيط الدقيق جعل من هذا المساء حدثاً لا يُنسى. وأعرب عن امتناننا الصادق لـ"ضبيه مارينا" على استقبالها لنا في هذا المكان الرائع، إذ لا يوجد أفضل من هذه الواجهة البحرية الجميلة للاحتفال بيوم استقلالنا محاطين بالشركاء والأصدقاء. والشكر أيضاً للمتبرعين والراعين الكرماء لدعمهم الذي جعل احتفال الليلة ممكناً".
وأضافت، "بينما نجتمع هذا المساء، أود أن أُقرّ بالتحديات الكبيرة التي واجهها لبنان خلال السنوات الماضية — فترات من الصراع، وضغوط اقتصادية، وديناميكيات إقليمية معقّدة. ولكن هذه الليلة هي ليلة النظر نحو المستقبل. لأن لبنان، إذا استمر في المسار الحالي، يمكنه أن يضيء بنور البدايات الجديدة.
لقد تشكّلت حكومة جديدة واتخذت إجراءات بروح التقدّم. ومع القرارات التاريخيّة لمجلس الوزراء خلال شهري آب وأيلول لنزع سلاح جميع المجموعات غير الحكومية، لدى الحكومة اللبنانية فرصة تاريخية لاستعادة سيادة لبنان لشعبه. يمكن للبنان أن يغتنم هذه اللحظة ويبني مجتمعاً وطنياً تقوده حكومة خالية من الفساد والتأثيرات الضارة، حكومة تحمي وتخدم جميع أبنائها".
وتابعت، "تعمل الحكومة اللبنانية على تعزيز أمن المطار لاستقبال العائدين إلى مدن وقرى وجبال لبنان وشواطئه. كما أصدرت قوانين تتعلق بالسرية المصرفية، وتسوية وضع البنوك، واستقلال القضاء، وأجرت انتخابات بلدية ناجحة. وبذلك، تهيّئ الأرضية اللازمة لاستعادة ثقة المستثمرين ومساعدة لبنان على إطلاق قوته الاقتصادية. هذه الإنجازات المبكرة تعكس زخمًا واضحًا، إذ تمكنت الحكومة من تحقيق المزيد خلال سبعة أشهر مما تحقق في السنوات الست الماضية".
وأضافت جونسون، "بينما يتصاعد هذا الزخم في الداخل، فإن التغيّرات في المنطقة تقدّم للبنان فرصة تاريخية تأتي مرة واحدة في جيل، لإعادة تأسيس سيادته، والسعي نحو سلام دائم مع جيرانه، وإطلاق إمكاناته الاقتصادية كاملة.
لم يكن هذا ممكناً لولا التزام مؤسّسات الأمن اللبنانية. فالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي يواصلان لعب دور حاسم في الحفاظ على الهدوء ومنع التصعيد".
وأكدت أن "الجيش اللبناني يقف كحامي لسيادة لبنان، وهو يجسّد روح الوحدة والحماية والسلام التي وصفها الرئيس عون ورئيس الوزراء سلام بأنها ركيزة مستقبل لبنان. ويضمن أن يكون مسار لبنان إلى الأمام بتقرير اللبنانيين أنفسهم، لا من خلال أطماع القوى الخارجية.
بعد عشرة أشهر من وقف الأعمال العدائية برعاية الولايات المتحدة، قام الجيش اللبناني بعمل جدير بالثناء لتجريد حزب الله والمجموعات غير الحكومية الأخرى من السلاح. ومع ذلك، لا يزال هناك المزيد من العمل لضمان احتكار الدولة للسلاح في جميع الأراضي اللبنانية".
ولفتت جونسون إلى أنّ "موضوع الليلة هو "رحلة عبر أميركا"، لكن اسمحوا لي أن أشارككم الرحلة التي قمت بها عبر لبنان. ففي الربيع، تجوّلت في أرز لبنان العظيم، وفي الصيف وجدت الفرح في التجديف على مياه المتوسط الفيروزية، وفي الخريف زرت كروم العنب وبساتين الزيتون، وفي الشتاء تزلّجت وسرت على منحدرات جباله. لبنان ليس مجرد مكان، إنه تجربة وكنز وموطن".
وأضافت، "مع اقتراب انتهاء مهمّتي الرسمية في لبنان، أتمنى أن يرى العالم ما رأيته ويقع في حب لبنان طوال العام. الخطوات التي اتخذتموها حتى الآن جديرة بالإعجاب، لكن الوعد الحقيقي يكمن في القادم: يجب أن تحتكر الدولة السلاح، ويجب أن تستمر الإصلاحات، وأن تتراجع الانقسامات لصالح هدف وطني مشترك، وأن يبقى الشعب اللبناني في قلب كل قرار".
ورأت أنّه "إذا استمر هذا الزخم، وإذا اتُبع هذا المسار بالعزم والمثابرة، فسيحقق لبنان المستقبل الذي يستحقه شعبه في القرن الحادي والعشرين: مستقبل من السلام والازدهار والفخر. لقد اتخذ لبنان خطوات شجاعة إلى الأمام، والمضي قدماً في هذا المسار سيضمن وصوله إلى كامل إمكاناته".
وختمت جونسون : "تفخر الولايات المتحدة بالسير في هذا الطريق مع الشعب اللبناني. شراكتنا ليست فقط حول الديبلوماسية والاستثمارات، بل حول الإمكانات. نحن نؤمن بمستقبل لبنان. نريد للشركات الأميركية والعالم أن يستثمروا في لبنان، وأن ينهضوا بمواهبه، ويختبروا ثقافته وجماله الفريد. نريد أن نرى الوظائف تُخلق في كل بلدة وقرية، وأن يجد الشباب اللبناني فرصاً لبناء مستقبلهم هنا في وطنهم. أتمنى أن تكون هذه الليلة ليس فقط احتفالاً باستقلال الولايات المتحدة، بل تأكيداً مشتركاً على عزمنا المضي قدماً معاً. وبينما نتطلع إلى المستقبل المشرق، تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بشراكتها الدائمة مع لبنان – المبنية على السلام والتقدم والوعد بالفرص للأجيال القادمة. شكراً لكم، ونتمنى لكم أمسية ممتعة".