أثار النائب جميل السيّد، عبر منشور على منصة "إكس"، تساؤلات حول الدعوة المفاجئة التي أطلقها نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، للانفتاح والحوار مع المملكة العربية السعودية، رابطًا هذا التوجّه بالتحوّلات الإقليمية الأخيرة.
السيّد أوضح أنّ إسرائيل، التي تجرّأت مؤخرًا على قصف الدوحة، عاصمة قطر، الدولة الخليجية القريبة من السعودية، أثبتت أنها لا تتردّد في الاعتداء على أي دولة عربية، مهما كانت طبيعة علاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة أو دورها الوسيط في ملفات معقّدة مثل طالبان، إيران أو حتى حماس. واعتبر أنّ هذا الاستهداف رغم وجود قواعد أميركية ضخمة في قطر، يعكس الغطاء الأميركي المطلق لإسرائيل، وصولًا إلى استخدام الفيتو في مجلس الأمن لمنع أي إدانة لها.
وأضاف السيّد أنّ ما يجري ليس حدثًا عابرًا، بل مؤشر على سياسة إسرائيلية أوسع، تقوم على فرض واقع جديد في المنطقة، من خلال إضعاف المقاومة في لبنان، إعلان سقوط فلسطين كدولة، ورسم خرائط جديدة لتقسيم سوريا. وتابع أنّ "هذا الاستباحة غير المسبوقة قد تكون دفعت حزب الله إلى إعادة النظر في علاقاته الخارجية، ولا سيما مع المملكة العربية السعودية التي تُعدّ صاحبة التأثير الأكبر عربيًا".
وأشار السيّد إلى أنّ الخطر الإسرائيلي اليوم أصبح شاملاً وعابرًا للحدود، ما يستوجب وحدة الموقف العربي ليس على مستوى الأقوال فحسب، بل على مستوى الأفعال، لأنّ ترك إسرائيل "ترتاح على كل الجبهات" سيغريها بالسيطرة على مقدرات العرب جميعًا. وهنا لفت إلى أنّ تل أبيب لم تعد تخفي نواياها، بل تلمّح وتصرّح بوضوح حول إعادة تقسيم الدول العربية الحالية إلى كيانات صغيرة متصارعة، في قناعة مشتركة مع بعض الدوائر الأميركية، بأنّ "سايكس بيكو" انتهت ويجب استبدالها بخريطة جديدة تخدم مصالح إسرائيل.
وختم السيّد بالتأكيد أنّ ما يحصل قد يحمل وجهًا إيجابيًا، قائلاً: "يقولون: ربّ ضارّة نافعة. وأن يأتي الوعي متأخرًا خير من ألا يأتي أبدًا".
الـــمــــزيــــــــــد
