اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأحد 21 أيلول 2025 - 07:03 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

بسبب نقص حاد في الصواريخ الاعتراضية: قرار أميركي يثير القلق في أوروبا

بسبب نقص حاد في الصواريخ الاعتراضية: قرار أميركي يثير القلق في أوروبا

فرضت إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب قيوداً على بيع أنظمة أسلحة متطورة لدول أوروبا، وفي مقدمتها أنظمة الدفاع الجوي من طراز “باتريوت”، وذلك وفق ما كشفه تقرير لمجلة “The Atlantic”. وبحسب التقرير، فإن السبب الرسمي لهذه الخطوة هو النقص الحاد في صواريخ الاعتراض وتفضيل تلبية احتياجات الجيش الأميركي أولاً.


وقد برز القرار إلى العلن خلال مفاوضات شراء نظام “باتريوت” من قبل الدنمارك. وبعد أسابيع من الضغوط الأميركية والفرنسية، تراجع البنتاغون في اللحظة الأخيرة، ما دفع كوبنهاغن إلى توقيع صفقة ضخمة بلغت قيمتها 9.1 مليار دولار مع كونسورتيوم فرنسي-إيطالي ودول أخرى، في أكبر صفقة تسلّح في تاريخها.


وفي البنتاغون، أقرّ المسؤولون بأن مخزون صواريخ “باتريوت” في الولايات المتحدة أقل بكثير من المطلوب. وتشير التقديرات إلى أن الجيش الأميركي يمتلك فقط نحو 25% من صواريخ الاعتراض اللازمة وفق خططه. وتُعد هذه المنظومة، التي لا تملك أوروبا بديلاً لها، ذات أهمية استراتيجية في ظل المخاوف من هجمات جوية روسية، خصوصاً بعد اختراق مقاتلات روسية أجواء إستونيا. وقف صفقات جديدة قد يترك دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أكثر عرضة للتهديدات الروسية، ويزيد من حدة الفجوة بين أوروبا وواشنطن.


وبحسب التقرير، يستند القرار إلى رؤية ألبرج كولبي، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي، الذي يرى ضرورة توجيه الموارد إلى مواجهة الصين في المحيط الهادئ، حتى لو كان ذلك على حساب إضعاف أوروبا. وأشار التقرير إلى أن وزارة الخارجية الأميركية فوجئت بالخطوة ولم تكن شريكاً كاملاً في اتخاذ القرار.


كما انعكست هذه السياسة على قطاع الصناعات العسكرية الأميركية، إذ بلغت مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الدول الصديقة عام 2024 وحده نحو 118 مليار دولار. ويرى خبراء أن هذا النوع من الصادرات يتيح فتح خطوط إنتاج جديدة وتطوير أبحاث متقدمة. فعلى سبيل المثال، لم يكن بالإمكان تطوير مقاتلة “F-15EX” لولا صفقة تصدير ضخمة مع السعودية. وتؤكد “The Atlantic” أن تباطؤ المبيعات قد يضر بالصناعة الدفاعية الأميركية وخطوط الإنتاج، إضافة إلى آلاف فرص العمل داخل الولايات المتحدة.


وفي أوروبا، بدأت حليفات رئيسيات لواشنطن بالبحث عن بدائل من شركات تصنيع في القارة العجوز أو في آسيا. وينتقد مراقبون التناقض في السياسة الأميركية، إذ تطالب واشنطن الأوروبيين بإرسال أسلحة متطورة إلى أوكرانيا، لكنها تمنعهم في الوقت نفسه من شراء أنظمة بديلة لتعويض النقص. وقال الكولونيل مارك كانسيان، مستشار أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS): “نحن نقول للأوروبيين: أرسلوا السلاح إلى أوكرانيا، ثم حين يحين وقت ملء المخازن، نقول لهم إننا لن نزودكم بما تحتاجونه للدفاع عن أنفسكم”.


ويحذّر التقرير من أن استمرار هذه السياسة قد يؤدي إلى شرخ مع الحلفاء الأوروبيين ويضعف الناتو في مواجهة روسيا. كما أشار محللون إلى أن دولاً مثل الدنمارك وألمانيا والنرويج بدأت بالفعل التوجه إلى مزودين آخرين، معتبرين أن ما يجري يعكس تحولاً واضحاً في أولويات إدارة ترامب، التي تضع مبدأ “أميركا أولاً” حتى لو جاء ذلك على حساب مكانة الغرب.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة