المحلية

الشرق الأوسط
الاثنين 22 أيلول 2025 - 18:26 الشرق الأوسط
الشرق الأوسط

لا ليل يمرّ بسلام… سكان الجنوب يعيشون "حياة معلّقة"!

لا ليل يمرّ بسلام… سكان الجنوب يعيشون "حياة معلّقة"!

أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان أصبحت "واقعاً شبه يومي"، ما يعيق قدرة الناس على التعافي، ويؤدي إلى استمرار تداعيات الأزمة الإنسانية التي تعيشها العائلات المنكوبة بعد عام على الحرب الموسعة التي شنتها إسرائيل، في ظل غياب الأمان والخوف الدائم من عودة القصف في أي لحظة.


وفي تقرير لها بمناسبة مرور عام على الحرب، أوضحت المنظمة أن "الأزمة الإنسانية لم تنتهِ بعد، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم في تشرين الثاني 2024، إذ صارت الهجمات الإسرائيلية واقعاً شبه يومي يحدّ من حصول الناس على الرعاية الصحية ويمنع عودتهم إلى حياتهم الطبيعية"، مشيرة إلى أن "إسرائيل لا تزال تحتل عدة نقاط على طول الحدود الجنوبية، مانعةً عودة السكان، ومتسببةً بنزوح أكثر من 82 ألف شخص".


وتضمن التقرير شهادات حيّة، منها شهادة المواطن عبد الكريم الذي عاد إلى بلدته الحدودية لإصلاح الأضرار التي لحقت بمنزله، حيث قال فيما أزيز المسيّرات الإسرائيلية يكاد يحجب صوته: "عدت لإصلاح الأضرار، ولكن كيف للمرء أن يبدأ حياته من جديد في غياب الأمان والقدرة على تحمّل تكاليف الأساسيات مثل الأدوية؟". ويعتمد عبد الكريم حالياً على عيادة "أطباء بلا حدود" للحصول على علاج لأمراضه المزمنة، فيما تواجه آلاف العائلات في لبنان صعوبات مماثلة للحصول على الرعاية الصحية ومحاولة إعادة بناء حياتها.


أشارت المنظمة إلى أن الحرب دمّرت البنى التحتية في الجنوب، بما فيها القطاع الصحي، حيث أُخلي 8 مستشفيات وتضرر 21 مستشفى آخر (13% من إجمالي مستشفيات لبنان)، فيما أغلقت 133 من مرافق الرعاية الصحية الأولية. وأوضحت أن النبطية فقدت وحدها 40% من طاقتها الاستيعابية، وأن كثيراً من المرافق المتضررة لا تزال مغلقة وتحتاج لإعادة تأهيل.


وللتخفيف من هذه الأزمة، أنشأت المنظمة عيادات ميدانية لضمان حصول السكان على الخدمات الطبية والنفسية الأساسية، كما تعمل على إعادة تأهيل 3 مراكز للرعاية الصحية الأولية لإعادة فتحها أمام الأهالي.


في السياق نفسه، قالت المرشدة النفسية في عيادة النبطية ثروت سرائب: "الحروب تترك آثاراً هائلة على السكان. هنا لا يمر يوم من دون أن يعيش الناس مجدداً أجواء الدمار وأصوات المسيّرات والاحتلال المستمر والغارات الجوية، وكلها تعمّق من معاناتهم".


ومن جانبها، روت سميرة، وهي إحدى المريضات: "ابنتي يُغمى عليها إذا سمعت غارة حتى لو كانت بعيدة. نحن جميعاً نرتجف… كلنا نتأثر بشدّة". وأكدت المنظمة أن فرقها تلمس بشكل يومي الأثر الكبير للحرب على الصحة النفسية، إذ يعاني الأطفال والبالغون على حد سواء من الصدمات والقلق والخوف المستمر.


ولفت التقرير إلى أن تداعيات الحرب طالت أيضاً العائلات اللبنانية واللاجئين السوريين والفلسطينيين والمهاجرين الذين يعيشون أساساً في ظروف غير مستقرة. وأوضحت أن "كثيراً من المبادرات الإغاثية استثنت هؤلاء خلال التصعيد، رغم حاجتهم الماسة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية".


كما حذّرت المنظمة من أن "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين" و"المنظمة الدولية للهجرة" ستتوقفان عن تغطية تكاليف الرعاية الصحية المتخصصة مع نهاية عام 2025، فيما تواجه "الأونروا" و"اليونيسف" انخفاضاً غير مسبوق في التمويل، ما سيزيد من حجم الاحتياجات الإنسانية.


وختمت المنظمة تقريرها بالتشديد على أن المعركة التي يخوضها السكان لإعادة بناء حياتهم "شاقة"، مؤكدة في الوقت نفسه التزامها بالوجود في الميدان لتقديم الخدمات الصحية والنفسية حيث تدعو الحاجة. لكنها شددت على أن "التعافي الحقيقي لن يتحقق إلا عندما يتمكن الناس من العيش أحراراً من الخوف، ويحصلون على الخدمات الطبية والنفسية والأساسية التي يحتاجون إليها لبدء حياتهم من جديد".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة