وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة في ذكرى الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان، أكد فيها أنّ "الحرب شكّلت تحالفاً أميركياً – إسرائيلياً – أطلسياً للخلاص من لبنان وسيادته، لكن العالم فوجئ بقدرات وتضحيات انتهت بأكبر صمود أسطوري للمقاومة وأكبر هزيمة للجيش الإسرائيلي على تخوم بلدة الخيام الحدودية".
وشكر قبلان "البيئة اللبنانية التي احتضنت الجنوب والضاحية والبقاع وأكدت أنّ لبنان عائلة وطنية واحدة ودم واحد ومصير واحد"، معتبراً أنّ "البيئة اللبنانية ترفض أي خصومة سياسية عند الاستحقاقات الوطنية الكبرى وتضعنا مجدداً أمام ضرورة التلاقي والشراكة لحماية لبنان بعيداً من سموم اللعبة الخارجية".
وأضاف، "نتيجة هذه الحرب السيادية أكدت أنّ سلاح المقاومة أكبر حاجات السيادة اللبنانية، وأنّ المقاومة شريك الجيش ورفيق وظيفته الوطنية، وأنّ الأكلاف المدفوعة تليق بحجم الهدف الوطني وهو بقاء لبنان وسيادته، ما يستوجب تكوين سياسة أمن وطني ودفاع سيادي تستفيد من القدرات الداخلية وتوظفها بما يلزم لحماية البلد وسط منطقة تحترق بجنون".
وأشار قبلان إلى أنّ "حجة أن سلاح المقاومة لم يمنع الدمار مردودة، لأنّ إسرائيل نفسها لم تمنع المقاومة من الصمود والقتال، كما أنّ الصواريخ الإيرانية طحنت بعض أهم الهياكل العسكرية الإسرائيلية". وذكّر بتصريحات المبعوث الأميركي توم براك الذي "أكد أنّ المقاومة اللبنانية قوية لدرجة أنها واجهت أخطر حرب ولم تنهزم، وأنّ واشنطن لا ترى إلا بعين إسرائيل، وتمنع تسليح الجيش اللبناني".
وتابع، "اللحظة لشكر المقاومة وقادتها وشهدائها والبيئة اللبنانية على تضحياتها، ومطالبة السلطة بردّ يليق بفجاجة المبعوث الأميركي وبما تعنيه السيادة الوطنية، فالمقاومة أثبتت عظمة حضورها وحرمة الدم اللبناني وعظمة البيئة التي جمعت كل المناطق من الطريق الجديدة إلى الضاحية وجبل عامل وكسروان والدروز وبيروت وصيدا وصور والبقاع والشمال في خندق واحد".
وختم المفتي قبلان: "على السلطة أن تدعو إلى احتفال وطني يليق بأكبر حرب سيادية وأكبر صمود أسطوري، لأنّ المقاومة دافعت عن كل لبنان بصيغته الوطنية الجامعة للمسيحيين والمسلمين. ودور الشيخ والبطريرك يبدأ من أبوّة الوطن، وعظمة المسجد والكنيسة مقرونة بالتلاقي والشراكة الوطنية. اللحظة لتكريس مصالح لبنان لا إسرائيل، ووحدته لا تمزيقه، وقوته لا ضعفه. والتحية لأهل الجنوب والبقاع والضاحية والجبل وبيروت والشمال الذين حملوا أشلاء لبنان على ظهورهم، ولشهداء المقاومة وفي طليعتهم السيد حسن نصرالله والسيد هاشم، وما قام به الرئيس نبيه بري وكل وطني شريف، تاريخ فريد لشهادة وتضحيات بحجم ألف وطن اسمه لبنان".