"ليبانون ديبايت "
تجلّى في الأيام الأخيرة عتب واضح من بعض النواب السنّة على رئيس الحكومة نواف سلام، بعدما تبيّن أنّ الأجهزة الأمنية بات قرارها الفعلي في يد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، لا في يد رئيس الحكومة. هذا الواقع لم يقتصر على الأجهزة ذات الطابع العام، بل شمل حتى المؤسسات الأمنية التي تُحسب تقليدياً على الطائفة السنيّة.
والملاحظ أنّ سلام لم يُحسن التعامل مع هذه المعادلة الحسّاسة. فبدلاً من أن يبني قنوات تواصل وتفاهم مع القوى المعنية، ترك نفسه في موقع المتفرّج الغاضب. والنتيجة كانت أنّ أي قرار يصدر عنه، حتى في ملفات حسّاسة مثل وثائق الاتصال الامنية التي طلب الغائها، لم يجد طريقه إلى التنفيذ لأن الأجهزة الأمنية لم تتبنَّ مواقفه، بل تعاملت معها وكأنّها خارج السياق.
هذا المشهد يعكس مأزق سلام الحقيقي، فهو رئيس حكومة من دون سلطة فعلية على أدوات الدولة، ما جعله عرضة للخذلان من أقرب البيئات، ومكشوفاً أمام طموحات البدلاء الذين يترقّبون سقوطه السياسي في أي لحظة.