كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن جهاز المخابرات العسكرية أنشأ مؤخراً وحدتين استخباريتين جديدتين مخصصتين لمتابعة نشاط جماعة الحوثيين في اليمن، في ظل ما تصفه تل أبيب بـ"تزايد الخطر الاستراتيجي" القادم من جنوب الجزيرة العربية.
ووفق التقرير، تضم الوحدتان عشرات المحللين المتخصصين في جمع المعلومات ورصد تحركات الحوثيين، مع التركيز على تحديد مواقع القيادة والمراكز الحساسة، بما فيها منشآت التصنيع العسكري والإنتاج التسليحي، تمهيداً لاحتمال استهدافها مستقبلاً.
التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية حذّرت من أن استمرار الحوثيين في تطوير قدراتهم العسكرية بدعم خارجي قد يجعلهم "تهديداً وجودياً" لإسرائيل، على غرار ما يمثله حزب الله في لبنان. ونقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين قولهم إن تل أبيب لا تريد أن تصل إلى مرحلة يكون لدى الحوثيين "آلاف الصواريخ الدقيقة"، في وقت تشير فيه التجارب مع إيران إلى إمكانية تراكم ترسانة عسكرية كبيرة خلال فترة قصيرة.
وبحسب الصحيفة، شهدت الأشهر الأخيرة تقدماً لافتاً في قدرات الحوثيين، شمل تطوير طائرات مسيّرة بعيدة المدى وصواريخ دقيقة، بدعم مباشر من خبراء إيرانيين ومهندسين محليين، إضافة إلى بناء منشآت تحت الأرض للتصنيع والتخزين على غرار بنية حزب الله في جنوب لبنان.
كما أشارت إلى أن الحوثيين أطلقوا برنامجاً تدريبياً واسعاً باسم "عاصفة الأقصى" لإعداد آلاف وربما عشرات الآلاف من المقاتلين لشن هجوم واسع ضد إسرائيل، مستوحى من عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 تشرين الأول 2023. وتشمل السيناريوهات المطروحة محاولات تنفيذ توغل جماعي في الأراضي الإسرائيلية عبر الأردن أو سوريا أو كلاهما، وهو ما تعتبره إسرائيل "تحولاً استراتيجياً خطيراً".
التقرير شدّد على أن متابعة أنشطة الحوثيين باتت إحدى الأولويات الاستخباراتية الجديدة لإسرائيل، بعدما كان التركيز الأكبر لسنوات على إيران وحزب الله. ويرى محللون عسكريون أن إدخال الحوثيين في "معادلة التهديد" سيجبر تل أبيب على إعادة توزيع مواردها بين أكثر من جبهة.
ويأتي ذلك في سياق إقليمي متوتر، بعد سلسلة هجمات حوثية استهدفت الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ومع خشية إسرائيل من أن تتحول الجماعة إلى لاعب رئيسي ضمن محور الضغط عليها إلى جانب حزب الله وحماس، بدعم مباشر من إيران.
الـــمــــزيــــــــــد
