تتجه العقوبات الأممية على إيران إلى دخول حيز التنفيذ، ليل غد السبت، بعد فشل المفاوضات الأخيرة بين طهران والترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا وبريطانيا).
فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الجمعة، أن "اتفاق بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيظل ساري المفعول فقط طالما لم يُتخذ أي إجراء عدائي ضدها"، مؤكداً أن المحادثات مع الأوروبيين وصلت إلى طريق مسدود.
ونقلت صحيفة الغارديان عن دبلوماسيين أوروبيين أن عراقجي قدّم عرضاً نهائياً يقضي بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية بالوصول إلى موقع نووي واحد فقط من بين المواقع التي تعرضت للقصف، بدلاً من جميع المواقع. كما وعد بتقديم مقترح خلال 45 يوماً حول التعامل مع نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب، بعدما كان قد اقترح سابقاً مهلة 90 يوماً.
في المقابل، طالبت طهران برفع دائم لتهديد إعادة فرض العقوبات الدولية، وهو ما اعتبرته العواصم الأوروبية عرضاً "غير جاد"، إذ قال أحد الدبلوماسيين إن "عراقجي أساء تقدير الوضع".
وتعرض رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، لانتقادات أوروبية بعدما توصل في القاهرة، في 9 أيلول، إلى اتفاق مع الإيرانيين اعتُبر "خاوياً من أي مضمون جوهري"، ورأى دبلوماسيون أنه يهدف إلى إرضاء جميع الأطراف سعياً منه لتولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة.
ورغم التوتر، اعتبر دبلوماسيون غربيون أن المجال لا يزال مفتوحاً للدبلوماسية، محذرين في الوقت نفسه من أن بعض المتشددين في البرلمان الإيراني قد يدفعون نحو إنهاء التعاون مع الوكالة الدولية بل وحتى الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ما قد يعرّض إيران لهجمات عسكرية إسرائيلية جديدة.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد أقرّ، خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بأن المشاورات مع الأوروبيين "لم تسر كما كان متوقعاً". من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن تجنّب إعادة تفعيل العقوبات الدولية "لا يزال ممكناً"، شرط أن تسمح طهران لمفتشي الوكالة بدخول جميع منشآتها النووية وتتعاطى بجدية مع المخاوف المرتبطة بمخزونها من اليورانيوم المخصب، إضافة إلى الانخراط في حوار مع الولايات المتحدة.
الـــمــــزيــــــــــد
