بدا حجم العزلة الدولية التي تواجهها إسرائيل نتيجة حربها المستمرة على قطاع غزة منذ عامين، جليًّا، أمس الجمعة، مع انسحاب عشرات المندوبين في الأمم المتحدة لحظة صعود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمته.
وفي خطابه من على منبر الأمم المتحدة، حاول نتنياهو الرد على الاتهامات الموجّهة إلى إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" واستخدام "التجويع" كأداة حرب، قائلاً: "انظروا إلى هذه الاتهامات الخاطئة، فهي أبعد ما تكون عن الحقيقة". واتهم حماس باستخدام المدنيين دروعًا بشرية لخدمة "حربها الدعائية"، التي قال إن الإعلام الأوروبي يتبنّاها كما هي. وأضاف أنّ انتقاد إسرائيل على خلفية حرب غزة ما هو إلا "أكاذيب معادية للسامية".
لكن نتنياهو أقرّ في المقابل بـ"أثر الإعلام" على صورة إسرائيل، معتبرًا أن بلاده تواجه حملة تشويه مدعومة بتمويل من منظمات غير حكومية. وخلال لقاء جمعه بعد الخطاب مع عدد من "المؤثرين" الأميركيين على مواقع التواصل، شدّد على أنّ المعركة المقبلة ليست عسكرية فقط بل إعلامية أيضًا.
وقال نتنياهو: "وسائل القتال تغيّرت، واليوم أبرز الأسلحة هي منصات التواصل، وعلى رأسها تيك توك، ثم إكس (تويتر سابقًا)". وأكد أنّ بإمكان إسرائيل التواصل مع الملياردير الأميركي إيلون ماسك، واصفًا إياه بـ"الصديق لا العدو".
وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية والعربية لإسرائيل، خصوصًا بعد تقرير لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة اتّهمها بارتكاب إبادة جماعية في غزة. كما أشعلت الحرب احتجاجات طلابية واسعة في الجامعات الأميركية والأوروبية، وأطلقت موجات رفض عبر مواقع التواصل، لا سيما على منصة تيك توك حيث لعب المؤثرون دورًا بارزًا في التعبئة ضد الحرب.
الـــمــــزيــــــــــد
