إلى بعض السياسيين... عز الدين: كفى تزلفًا وتسولًا للخارج!

نظّم حزب الله في بلدة الشرقية – قضاء النبطية، حفلاً تأبينيًا لشهداء البلدة حضره شخصيات وفعاليات، عوائل الشهداء، علماء دين وحشد من الأهالي. وخلال كلمة الحزب، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أنّ العدو "مهما بلغ من العتوّ والعلوّ والاستبداد والإجرام، لن يحطّ من عزيمتنا ولن يكسر إرادتنا".

وأشار إلى أنّ الجريمة البشعة التي ارتكبها في بنت جبيل قبل يومين، وذهب ضحيتها أب وثلاثة أطفال وسقط فيها عدد من الجرحى، لم تكن سوى محاولة مدروسة لإعدام الحياة في القرى والمدن الأمامية الممتدة من الناقورة إلى شبعا. وأضاف أنّ العدو يظن أنّ هذه الأفعال الإجرامية قادرة على بثّ الخوف والرعب في نفوس الناس ودفعهم إلى ترك بلداتهم، إلا أنّ تشبث الأهالي بأرضهم شكّل تحديًا حقيقيًا لم يعد قادرًا على احتماله، فلجأ إلى هذا النوع من الجرائم.

وانتقل عز الدين إلى الشأن الفلسطيني، فرأى أنّ ما يجري في غزة اليوم يعكس النموذج الذي تريده أميركا قبل أن يكون مطلبًا صهيونيًا، موضحًا أنّ الدليل هو اجتماع العالم في مجلس الأمن لإدانة الجرائم في غزة والمطالبة بوقف إطلاق النار وإيجاد تسوية والإفراج عن الأسرى، فإذا بالولايات المتحدة ترفع الفيتو بوجه العالم بأسره. وأكد أنّ هذا السلوك يثبت أنّ الأميركيين أصحاب مشروع قائم على الإبادة والقتل الجماعي. ولفت إلى أنّ التصويت في الأمم المتحدة شكّل مؤشراً إيجابياً، إذ عكس عزلة الكيان الصهيوني وفقدانه الدعم في كثير من الدول، فيما التبدل الحاصل في السردية العالمية إلى جانب التأييد العربي والإسلامي يعزز موقع القضية الفلسطينية ويضعف سردية إسرائيل.

وفي رده على تصريحات إيهود باراك، أشار عز الدين إلى أنّ باراك اعتبر حزب الله عدوًا للبنانيين ولإسرائيل ولأميركا، مؤكداً أنّ هذا "وسام شرف نفتخر به ونعتزّ به، لأنّ العداء لأميركا وللكيان الصهيوني شرف للمقاومة". لكنه شدّد في المقابل على أنّ حزب الله في الداخل اللبناني "ليس عدوًا لأحد، بل جزء أصيل وأساسي من هذا الوطن"، لافتًا إلى أنّ من يقدّم دماء قادته ومجاهديه في سبيل حماية الوطن هو الأكثر انتماءً وولاءً له، مضيفًا أنّ الانتخابات المقبلة عام 2026 ستثبت تمسك البيئة الشعبية بخيار المقاومة والثنائي الوطني.

وأضاف أنّ اتهامات باراك للحكومة اللبنانية بالتقصير ليست إلا محاولة للتشكيك والإساءة، معتبرًا أنّ خطابه في جوهره "خطاب أميركي بلسان صهيوني". وأكد أنّ واشنطن تعمل لمصلحة العدو لا لمصلحة لبنان، بينما المقاومة بما تملكه من قدرات تقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الوطن والشعب، واصفًا كلام باراك بأنّه "إهانة للحكومة والشعب معًا".

وتطرّق عز الدين إلى ما حصل في بيروت أمس، موضحًا أنّ العاصمة "ليست ذات لون واحد ولا مذهب واحد، بل مدينة متعددة تشمل جميع المكوّنات اللبنانية"، مؤكدًا أنّ الشيعة جزء أساسي من نسيجها. وقال إنّ ما جرى كان مناسبة أراد من خلالها أبناء بيروت الأصليون التعبير عن وفائهم لقادتهم وشهدائهم، في تجمع حضاري ملتزم بالقانون وملتزم بالسلم الأهلي، يعكس هوية بيروت العربية والوطنية والمقاومة.

واستذكر اجتياح العدو الإسرائيلي للعاصمة عام 1982، حين انطلقت من قلب بيروت عمليات مقاومة بطولية نفذها خالد علوان ورفاقه، مؤكدًا أنّ "هوية بيروت ستبقى عربية مقاومة مهما حاول البعض تشويهها أو إثارة الفتن".

وخاطب بعض السياسيين الجدد قائلاً إنّ "محاولاتهم إثارة البلبلة بين الجيش والقوى الأمنية من جهة والناس من جهة أخرى، ليست سوى نتيجة أحقاد ورهانات فاشلة على مشاريع أميركية خاسرة"، مضيفًا: "كفى تزلفًا وتسولًا إقليميًا ودوليًا، وكفى رهانات على خيارات لن تجلب إلا الفشل والخسارة".

وفي الختام، شدّد عز الدين على دور الجيش الوطني اللبناني والأجهزة الأمنية التي تعاطت مع ما حصل بحكمة وشجاعة وحرص على الاستقرار، لافتًا إلى دورها في إنجاح المناسبة وخروجها بأبهى صورة، معتبرًا أنّ ما جرى كان "نموذجًا حضاريًا مشرّفًا يليق ببيروت وأبنائها وبالوفاء لشهداء المقاومة".