ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة في بلدة النبي شيت بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل العلامة السيد عباس الموسوي، استذكر فيها مناقب الراحل، مؤكداً أنّ "كل من عرف السيد عباس يدرك أنّه أمام عالمٍ تقيّ وزاهد، صاحب بصيرة وورع، وشخصية نشيطة ودؤوبة لم تعرف الانعزال عن مجتمعها، بل كانت في قلب ساحات الصراع الفكري والثقافي وخنادق المقاومة والجهاد". وأضاف أنّ "السيد عباس كان من العلماء الذين تقصّوا بطون القرآن وخفايا نهج البلاغة في سبيل إعداد جيل قرآني مقاوم".
وحذّر المفتي قبلان من "لعبة الخرائط في لبنان والمنطقة"، معتبراً أنّها "خطيرة للغاية"، مشيراً إلى أنّ "ركام أكبر ملحمة صمود خاضتها المقاومة ما زال على الأرض، فيما كثير من أجساد المقاتلين تبخّرت دون أثر، وجنائز أطفال بنت جبيل شاهدة على أنّ السلطة السياسية تعيش في كوكب آخر".
وشدّد على أنّ موقفه "ينبع من إيمانٍ بحماية لبنان ومنع صهينته، وضمان المصالح الوطنية والشراكة الإسلامية–المسيحية والصيغة الميثاقية، وإلا ضاع الوطن"، محذّراً من "سلطة سياسية مشلولة ومعدومة، لا يعنيها ما يجري في الجنوب والبقاع وتخوم بيروت".
وتوجّه إلى السياسيين بالقول: "قطبان كبيران قادا مشروع هزيمة إسرائيل وتحرير لبنان هما حركة أمل وحزب الله، والرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله هما رأس السيادة والتحرير والمقاومة، وأكبر ضمانات بقاء لبنان. فلا سياسات خارجية دون هذه الحقيقة، ولا سيادة بلا مقاومة، ولا شرعية فوق شرعية السلاح الذي حرّر ويحمي ويمنع مشاريع ابتلاع لبنان".
وأضاف، "المبدأ السيادي يعلّمنا أنّ العقيدة الوطنية تبدأ بالتحرير لا الاحتلال، وبالثبات لا الانهزام، وبالصمود لا الاستسلام، وبعداوة إسرائيل لا التطبيع معها، والمقاومة والجيش ضمانة وطنية لا تعلوها ضمانة".
وختم: "رحم الله العلامة السيد عباس الموسوي (أبو علي) الذي عبر إلى رحمة الله وبين شفتيه وصية خالدة: اتقوا الله بدماء الشهداء، فهي أكبر ضمانات ملحمة بقاء لبنان".
الـــمــــزيــــــــــد
