أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، الثلاثاء، أن الرسوم الجمركية الأميركية لم تؤثر على اقتصاد منطقة اليورو بالقدر الذي كان يُخشى، لكنها حذّرت من استمرار المخاطر في ظل أجواء من الغموض التجاري والجيوسياسي.
وأشارت لاغارد، في خطاب ألقته في هلسنكي، إلى أن أوروبا كانت من أبرز أهداف الرسوم التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شركاء واشنطن وخصومها على حد سواء. ورغم تسجيل الاتحاد الأوروبي فائضاً كبيراً في تجارته مع الولايات المتحدة، فإن الاتفاق الإطاري الذي أبرم في تموز 2025 حدّد الرسوم الجمركية على غالبية الصادرات الأوروبية بنسبة 15%، وهي نسبة أعلى مما كانت عليه قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها أدنى من المستويات التي لوّح بها سابقاً.
وأضافت أن الكثيرين توقّعوا أن تؤدي تلك الرسوم إلى "صدمة سلبية كبيرة" في اقتصاد منطقة اليورو، لكن هذه الافتراضات لم تتحقق بفعل عوامل عدة، أبرزها محدودية الرد الأوروبي، وتفادي خلل كبير في سلاسل التوريد، إضافة إلى ارتفاع قيمة اليورو مقابل الدولار الذي وفّر دعماً إضافياً.
وأوضحت لاغارد أن حالة الغموض المحيطة بالسياسات التجارية أثرت على النمو والاستثمار، لكنها جاءت أقل حدة من المتوقع، بفضل الاتفاق المبرم مع واشنطن والإجراءات الأوروبية لتعزيز النمو، ومنها زيادة الإنفاق الدفاعي.
وفي ما يتعلق بالسياسة النقدية، أكدت لاغارد أن البنك المركزي الأوروبي ما زال في "وضع جيد" بعد تراجع التضخم واستقراره عند مستوى قريب من هدف 2%، مشيرة إلى أن البنك أبقى أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعيه الأخيرين بعد خفضها من مستوياتها المرتفعة.
الـــمــــزيــــــــــد
