لم تنتظر جبهات تنظيم الإخوان المسلمين موقف حركة حماس من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، بل سارعت إلى إصدار بيانات هجومية وصفت المبادرة بـ"الخيانة" و"الاستسلام"، معتبرة أنها "تكريس لإسرائيل"، في وقت أبدت فيه حماس انفتاحاً مشروطاً على الخطة مع طلب مهلة إضافية لدراسة تفاصيلها.
ووفق مصادر لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن وسطاء من قطر ومصر وتركيا عقدوا لقاءات في الدوحة مع قيادات من حماس، حثوا خلالها الحركة على الرد الإيجابي، واعتبروا أن المبادرة قد تشكل "الفرصة الأخيرة" لوقف الحرب.
لكن تنظيم الإخوان، المنقسم إلى جبهات متنازعة، استبق موقف حماس عبر بيانات متتالية؛ إذ قالت جبهة محمود حسين إن "أيّ خطة تكرّس الوجود الإسرائيلي أو تفرض حلولاً غير فلسطينية تُعد انتهاكاً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره". فيما اعتبرت جبهة تيار التغيير أن المقترح "خطة استسلام وإعلان نصر لإسرائيل، تهدد أمن المنطقة وخاصة مصر والأردن".
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ثروت الخرباوي، لموقع سكاي نيوز عربية إن هذه البيانات "تعكس في خلفيتها الصراع القائم بين أجنحة الإخوان، أكثر مما تمثل موقفاً مبدئياً من الخطة"، موضحاً أن الصلة بين حماس والتنظيم الدولي تمر اليوم عبر جبهة صلاح عبد الحق في لندن، بينما تحاول مجموعتا محمود حسين وتيار التغيير استغلال الملف لإثبات الحضور السياسي والإعلامي.
أما الباحث في الأمن الإقليمي ومكافحة التطرف أحمد سلطان، فأوضح أن "الإخوان لطالما وظّفوا القضية الفلسطينية كأداة سياسية لتعزيز شرعيتهم وكسب الأنصار، لكنهم لم يقدموا حلولاً عملية أو دعماً حقيقياً للفلسطينيين". وأضاف أن "حماس نفسها انتقدت الإخوان علناً في الحرب الأخيرة، متهمة إياهم بالمتاجرة بالقضية دون تقديم أي مكاسب ملموسة".
ورأى سلطان أن السباق المحموم بين أجنحة الإخوان في إصدار بيانات ضد خطة ترامب يعكس بُعدين: الأول التنافس الداخلي على النفوذ، والثاني محاولة توظيف غزة لأغراض تنظيمية، معتبراً أن "الجماعة اليوم لا تملك أي رؤية لإنهاء الحرب، بل تسعى لاستغلالها للتحريض ضد بعض الدول، كما حدث في الدعوات للتظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج".