بعد إعلانه، الجمعة، أنّ على إسرائيل أن توقف قصف غزة فوراً، يجد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه أمام امتحان حقيقي لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني قبل أن تُكمل عامها الثاني، وسط تساؤلات حول قدرته على الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتنفيذ خطته.
وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشيال": "استناداً إلى البيان الذي أصدرته حركة حماس للتو، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم"، مضيفاً: "نجري مناقشات حول التفاصيل التي يجب التوصّل إليها بشأن خطة غزة".
وأوضح الرئيس الأميركي أن "المسألة لا تتعلق بغزة وحدها، بل بالسلام المنشود منذ زمن طويل في الشرق الأوسط".
وفي تل أبيب، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، السبت، أنّ القيادة السياسية أمرت بتقليص النشاط العسكري في غزة إلى الحد الأدنى، وتنفيذ عمليات دفاعية فقط، مشيرةً إلى أن القرار جاء "عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتوجيهه بوقف العملية الخاصة باحتلال غزة".
وقال الدبلوماسي السابق مسعود معلوف لـ"سكاي نيوز عربية"، إن ترامب "أمام امتحان كبير، وسنرى إن كان قادراً على إرغام نتنياهو على احترام موافقته على الخطة"، مضيفاً: "رأينا سابقاً كيف لم يتمكّن ترامب من منع الضربة التي نفّذها نتنياهو ضد الدوحة، رغم علمه بها مسبقاً".
وأوضح معلوف أنّ الرئيس الأميركي يسعى لإنهاء حرب غزة ليظهر أمام العالم "كصانع سلام وقادر على وقف الحروب"، لكنه يواجه مراوغة إسرائيلية متوقعة، مشيراً إلى أنّ نتنياهو قد يوافق على تهدئة مؤقتة ثم يخرق الاتفاق لاحقاً كما حصل بعد وقف إطلاق النار في كانون الثاني الماضي.
من جهته، قال المتخصّص في الشؤون الفلسطينية إبراهيم الدراوي إن خطة ترامب "تتطلّب إجماعاً وطنياً فلسطينياً، ولا يقتصر القرار فيها على حركة حماس وحدها".
وأشار إلى أنّ ترامب يضغط على نتنياهو باعتباره "الضامن الأساسي لوقف الحرب من الجانب الإسرائيلي"، غير أنّ قضايا مثل وضع سلاح حماس ومصير قياداتها تبقى عالقة وتحتاج إلى تسوية أوسع.
وختم الدراوي قائلاً إن هدف الإسرائيليين الأساسي هو "منع تكرار أحداث السابع من تشرين الأول 2023"، مؤكداً أن "الوسطاء نقلوا هذا الالتزام بوضوح، ومع ذلك يبدو أننا على طريق تنفيذ خطة ترامب، رغم العقبات القائمة من الجانبين".
الـــمــــزيــــــــــد
