أحيا حزب الله الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين الجهاديين الشيخ نبيل قاووق والسيد سهيل الحسيني، في احتفالٍ حضره حشد من الفاعليات والشخصيات الدينية والسياسية.
وفي كلمةٍ ألقاها خلال المناسبة، استهل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حديثه بالتأكيد على أن الحزب يكرّم اليوم القائدين الجهاديين، ويتناول بعد ذلك القضايا السياسية على المستويين الإقليمي والمحلي. وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ الشهيد الشيخ نبيل قاووق كان رفيق درب الشهيد السيد الهاشمي الذي استشهد في مثل هذا اليوم من العام الماضي، لافتًا إلى أنّ قاووق قدّم مساهمته في الحرب المفروضة على إيران انطلاقًا من قناعته بوجوب مجابهة من يحاربون المقاومة والجمهورية الإسلامية.
وأضاف أنّ الشهيد قاووق استلم لاحقًا تحت إدارة الشهيد السيد هاشم صفي الدين مهام نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، قبل أن يصبح منذ العام 2018 مسؤولًا عن الأمن الوقائي، موضحًا أنّ انتقاله من موقعه السابق إلى وحدة الأمن الوقائي تم بطلب مباشر من السيد حسن نصر الله، وهو ما يعكس التزامه بأوامر القيادة بلا نقاش.
وتحدث الشيخ قاسم عن جانبٍ آخر من شخصية قاووق، فأكد أنه كان يهتم بالمجاهدين سواء في الجنوب أو في بيروت، وكان يتنقل إلى سورية ويلتقي بهم عن قرب، كما لم يترك التدريس الديني والمباحثات مع العلماء، وله مؤلفات في السيرة والأخلاق والعقيدة. وأشار إلى أنّ الشهيد كان نموذجًا معطاءً مليئًا بالوعي والإيمان، يقرأ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًا وقوفًا، وأنّ 12 عالمًا من العلماء استشهدوا في معركة "أولي البأس" ما يدل على أنّ العالم جزء لا يتجزأ من حركة الأمة السياسية والجهادية والعملية.
وانتقل الشيخ قاسم إلى الشأن السياسي مؤكّدًا أنّ هناك "يافطة كبيرة يجب أن تكون واضحة أمامنا وهي أنّ إسرائيل تعمل لمشروع إسرائيل الكبرى"، مشدّدًا على أنّ ما يجري اليوم في غزة هو جزء من هذا المشروع الإسرائيلي المدعوم من الأميركيين. واعتبر أنّ أي خطوة قد تبدو تراجعًا من جانب إسرائيل هي "تراجع تكتيكي" لاستغلال الظرف لأهداف معينة.
ولفت الشيخ قاسم إلى أنّ مواجهة هذا الخطر مسؤولية جماعية، قائلاً: "ليس لأحد أن يقول إنّ بلده بعيد عن الموضوع، فالكل مستهدف والخطوة الآن في غزة، وكل الخطوات الأخرى ستحصل في يوم من الأيام بحسب النظرة الإسرائيلية".
وتطرق إلى الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، واصفًا إياها بأنها "خطة مليئة بالأخطار"، مشيرًا إلى أنّها تثير علامات استفهام عديدة، وهو ما أعلنه أيضًا بعض المسؤولين العرب الذين فوجئوا بالخطة وطالبوا بتوضيحات بشأنها.
الـــمــــزيــــــــــد
