على الرغم من ترقب العالم أجمع لما ستسفر عنه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في شرم الشيخ بمصر من أجل وقف النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، شهدت مدينة غزة خلال الساعات الماضية قصفًا إسرائيليًا عنيفًا.
فقد أفادت "العربية/الحدث" أن حي الشجاعية شرق مدينة غزة شهد غارات وقصفًا عنيفًا اليوم الاثنين، في وقتٍ عبر فيه مئات الفلسطينيين في دير البلح وسط القطاع عن أملهم بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
بالتزامن، رأى مراقبون أن هناك تبريرين لمواصلة القصف الإسرائيلي، الأول يكمن في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحرج وسط كمّ الانتقادات التي طالته من قبل اليمين المتطرف، حول تعرضه لضغط من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل القبول بخطة غزة.
كما أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن نتنياهو حاول طمأنة وزراء اليمين في حكومته، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مؤكدًا أن الجيش سيواصل عملياته في القطاع الفلسطيني المهدم حتى بعد وقف النار والانسحاب الأولي، إذا حصلت أية انتهاكات.
وقد أعطاهم لبنان نموذجًا، حيث تواصل القوات الإسرائيلية غاراتها بشكل شبه يومي على مواقع تقول إنها لحزب الله، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 28 تشرين الثاني من العام الماضي.
أما التبرير الثاني لتكثيف القصف الإسرائيلي، فيكمن في خوف الجيش الإسرائيلي من أن يبدأ آلاف الغزيين بالعودة إلى المدينة شمال القطاع، على الرغم من تحذيراته السابقة بأن المنطقة لا تزال خطرة.
ويُذكر أن الخلاف داخل الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل بقيادة نتنياهو يشكل بؤرة توتر في جهود إنهاء الحرب في غزة، إذ يهدد بعرقلة مسعى الولايات المتحدة لإرساء السلام في الشرق الأوسط. ومع تعرض نتنياهو لضغط من ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين، يواجه رد فعل عنيفًا وانتقادات لاذعة من أعضاء في ائتلافه الحاكم من غلاة القوميين.