تتواصل ارتدادات الحرب على غزة لتصيب مختلف القطاعات المرتبطة بإسرائيل، حيث أعلنت مجموعة الدراجات الهوائية الإسرائيلية "إسرائيل بروميير تك" سلسلة خطوات استثنائية، أبرزها حذف كلمة "إسرائيل" من اسمها الرسمي، في محاولة لحماية لاعبيها بعد موجة احتجاجات واسعة في أوروبا اتسمت بالعنف أحياناً، واعتُبرت تهديداً مباشراً لحياة المشاركين.
القرار شكّل ضربة معنوية للفريق الذي طالما قدّم نفسه كسفير لإسرائيل في المحافل الرياضية الدولية، وجاء متزامناً مع إعلان مالكه ومؤسسه، رجل الأعمال سيلفان أدامز، انسحابه من الإدارة الفعلية. وقال أدامز: "لا أستطيع أن أكون جزءاً من فريق لا يحمل اسم إسرائيل. إنه قرار مؤلم جداً بالنسبة لي، لكنني سأواصل نشاطي الخيري ودعمي لبلادي في مواجهة تصاعد معاداة السامية منذ 7 تشرين الأول".
الفريق الذي تأسس عام 2014 باسم "سايكلينغ أكاديمي"، وشارك في أبرز السباقات العالمية مثل "تور دو فرانس"، وجد نفسه في الأشهر الأخيرة هدفاً للاحتجاجات الشعبية الأوروبية. فقد شهدت سباقات عدّة اقتحامات من ناشطين مؤيدين لفلسطين، كما استُبعد الفريق من سباق "جيرو دِ أمِليا" في إيطاليا، فيما شهدت إسبانيا تظاهرات واسعة خلال "فويلتا" أدت إلى تقليص أربع مراحل، بينها المرحلة الختامية في مدريد. كذلك، طالبت بلدية برشلونة بحرمانه من المشاركة في "تور دو فرانس".
ويرى مراقبون أنّ ما واجهه الفريق هو انعكاس مباشر للغضب الشعبي الأوروبي بعد المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة، حيث تحوّلت الملاعب ومضامير السباقات إلى ساحات احتجاج ضد إسرائيل. وإزاء هذا المناخ، اضطرت إدارة الفريق إلى إعادة النظر في هويته البصرية والرمزية، معلنة أنّ الاسم الجديد سيُكشف قريباً بهدف ضمان استمراريته في المنافسات العالمية، مع الإبقاء على اللاعبين الإسرائيليين ضمن تشكيلته.