أفادت قناة "الإخبارية السورية"، يوم الثلاثاء، بأنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب، بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
ورغم الإعلان عن الاتفاق، أفاد مراسل القناة باستمرار سماع أصوات إطلاق النار في محيط الحيين، ما يشير إلى هشاشة الهدنة وصعوبة تثبيتها ميدانيًا حتى الآن.
في السياق، أعلن محافظ حلب عزام الغريب تعطيل الدوام في كافة الدوائر الرسمية، وتأجيل الامتحانات في المدارس والجامعات في المدينة، مع استثناء المرافق الطبية والخدمات الطارئة من القرار.
وقال قائد الأمن الداخلي في حلب محمد عبد الغني لقناة "الإخبارية السورية"، إنّ القوات الحكومية وضعت خطة لتأمين وتطويق مداخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية، مشيرًا إلى أنّ تلك المداخل تُستخدم لمرور الأسلحة والمواد الممنوعة إلى "قسد".
وأضاف عبد الغني أنّ القوات الحكومية ترد على مصادر نيران "قسد"، مؤكّدًا أنّ مقاتليها لا يزالون يحفرون أنفاقًا في الحيين بهدف التسلل، فيما تضمن القوات الحكومية خروج المدنيين وتأمينهم الكامل.
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الدفاع السورية أنّ الجيش أعاد الانتشار على عدد من جبهات قسد في شمال شرق البلاد، موضحة أن هذه الخطوة ليست تمهيدًا لعمل عسكري، بل تهدف إلى منع الهجمات ومحاولات الجماعة الكردية السيطرة على أراضٍ جديدة.
ونقلت وكالة "سانا" عن الوزارة قولها إنّ تحركات الجيش تأتي ضمن خطة إعادة الانتشار بعد الاعتداءات المتكررة لقوات قسد واستهدافها للأهالي ولعناصر الجيش والأمن. وأكدت الوزارة التزامها بـ"اتفاق العاشر من آذار"، نافية وجود نية لإطلاق عمليات عسكرية جديدة.
شهود عيان أفادوا بأنّ الجيش السوري أغلق حيي الأشرفية والشيخ مقصود اللذين تسيطر عليهما قوات "قسد"، ما أدى إلى احتجاجات محدودة بين السكان. كما استمرت اشتباكات متقطعة على أطراف الحيين، فيما تحدث سكان عن قذائف صاروخية أُطلقت من داخل الحيين وأصابت مناطق سكنية مجاورة.
وأفادت مصادر أمنية بمقتل ضابط من الأمن الداخلي وإصابة أربعة آخرين، إضافة إلى عدد من الجرحى المدنيين، إثر استهداف قوات "قسد" حواجز الأمن ومنازل المدنيين بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.
كما أصيبت سيدة في حي الشيخ طه بنيران قناصة من عناصر "قسد"، فيما قُتل مدني وأصيب أربعة آخرون في قصف صاروخي استهدف حي سيف الدولة.
وأوضحت مصادر عسكرية أنّ الجيش السوري اكتشف نفقًا تابعًا لـ"قسد" في محيط حي الأشرفية كان معدًا لتنفيذ أعمال تخريبية، مشيرة إلى أنه تم تفجيره بعد محاولات تسلل لعناصر من قسد بلباس مدني.
وفي أعقاب الحادثة، عزّز الجيش انتشاره حول الحيين وأغلق الطرق المؤدية إليهما بشكل كامل.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا إنّ "قوات قسد تسعى لتحويل حيي الأشرفية والشيخ مقصود إلى ثكنات عسكرية تهاجم منها المدنيين"، مؤكدًا أنّ السلطات السورية لن تسمح باستمرار هذا الواقع.