المحلية

الوكالة الوطنية للاعلام
الجمعة 10 تشرين الأول 2025 - 16:12 الوكالة الوطنية للاعلام
الوكالة الوطنية للاعلام

"أدعياء السيادة"... دعموش: لا يرون من وظيفة الجيش سوى استدراجه ‏لمواجهة ‏المقاومة

"أدعياء السيادة"... دعموش: لا يرون من وظيفة الجيش سوى استدراجه ‏لمواجهة ‏المقاومة

شدد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش، في خطبة الجمعة التي ألقاها في "مجمع السيدة زينب" في الضاحية الجنوبية لبيروت، على أن "أخطر ما يهدد أمن المواطنين اليوم هو استمرار العدوان الإسرائيلي واستباحته لسيادة لبنان"، مؤكداً أن "البعض ممن يخوض معركة ضد المقاومة تحت عنوان فرض هيبة الدولة أو استعادة سيادتها، يتجاهل أن مصدر التهديد الحقيقي للسيادة اللبنانية هو أميركا وإسرائيل، وأن معركة السيادة الفعلية التي يجب أن تخوضها الدولة هي مع الذين يخرقون سيادتها فعلياً ويريدون الهيمنة عليها وعلى قراراتها، وهم مراكز الهيمنة في الخارج".


ورأى دعموش أن "كل الذين يركّزون على أن التهديد للسيادة موجود في الداخل، إنما يريدون التغطية على مصادر التهديد الفعلية في الخارج"، مشيراً إلى أن "هؤلاء لا يريدون الاعتراف بأن معركة السيادة الحقيقية هي مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وليس لهم وظيفة سوى خدمة المصالح الأميركية ليبقوا أدوات لها في الداخل".


وأضاف: "نعيش اليوم في دولة لا سيادة فعلية لها، إلا ربما على المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة، فنحن نعيش في دولة منزوعة السيادة وخاضعة بالكامل للإملاءات الخارجية على كل المستويات، في الاقتصاد والمال والسياسة والأمن. اقتصادياً ومالياً، نحن لا نعالج أزماتنا وفق أولوياتنا أو مصالحنا الوطنية، بل وفق ما يمليه صندوق النقد الدولي من شروط، وبالتالي لا سيادة لنا على أموالنا ولا على اقتصادنا. وعندما نناقش أوضاعنا المالية أو الاقتصادية، لا نناقشها لمصلحة المودعين الذين وثقوا بالنظام المصرفي، بل لمصلحة حيتان المال والسياسة".


وتابع قائلاً: "أما سياسياً، فحركة السفراء والدبلوماسيين ولقاءاتهم مع المسؤولين في لبنان لا تتوقف، وهم يتباهون بتدخلهم السافر لفرض ما يريدون، ومع ذلك تمر هذه الأمور وكأنها عادية، حتى إن بعض المسؤولين في لبنان يتحدثون بصراحة عن ضغوط كبيرة يتعرضون لها من الأميركي والفرنسي والإسرائيلي وغيرهم". وسأل: "هل القرارات التي تُتخذ تحت الضغوط قرارات حرة ومسؤولة وسيادية؟ أليس ما يُتخذ تحت الضغط يفقد الشرعية القانونية بعُرف القانون نفسه؟".


وأكد دعموش أن "المقاومة التزمت باتفاق وقف إطلاق النار ونفذت ما عليها بموجبه، إلا أن العدو الإسرائيلي لم يلتزم وما يزال يستبيح لبنان وسيادته جواً وبراً وبحراً، ويعتدي على المواطنين ويمنعهم من العودة إلى بلداتهم، ويفرض إرادته هو والأميركي في العديد من القرارات، مثل منع الطيران الإيراني من الهبوط في مطار بيروت، ومنع الجيش من التصدي للخروق والاعتداءات الإسرائيلية، وإطلاق يد قوات الطوارئ في الجنوب لتتصرف بمعزل عن قرار الدولة"، متسائلاً: "أليس هذا استباحة للسيادة وخرقاً للوطنية؟".


وأضاف: "من الطبيعي أن يعتدي علينا العدو الإسرائيلي ويُمعن في القتل والتدمير يومياً، فطبيعته عدوانية وإجرامية، لكن أليس من واجب الدولة أن تدافع عن مواطنيها وتتعامل مع العدوان لا أن تتعايش معه، وأن تسلح الجيش بما يمكّنه من حماية لبنان؟". وأشار إلى أن "أدعياء السيادة في لبنان لا يرون للجيش وظيفة سوى استدراجه لمواجهة المقاومة وبيئتها، ويتجاهلون أن وظيفته هي حماية البلد ومواجهة العدوان، لا مواجهة الناس".


ولفت إلى أن "هؤلاء، بذريعة الدفاع عن هيبة الدولة، يحاولون تحويل وجهة الصراع من مواجهة العدو الإسرائيلي إلى صراع داخلي بين اللبنانيين"، مشدداً على أن "حزب الله لن يُستدرج إلى صراع داخلي مهما بلغ مستوى التحريض والاستفزاز"، موضحاً أن الحزب "تعامل بحكمة مع قرارات خطيرة صدرت عن الحكومة حرصاً على البلد، وما يزال يعمل بجهد كبير لوأد الفتنة والحفاظ على السلم الأهلي، لأنه أشد حرصاً على استقرار البلد وسيادته من أدعياء السيادة".


ورأى دعموش أن "استمرار التصويب على المقاومة في ظل العدوان الإسرائيلي والعجز الذي تعانيه الدولة، ليس سوى تشجيع للعدو على الاستمرار في احتلاله وعدوانه، ودعوة له للتوسع في اعتداءاته، خصوصاً في هذه المرحلة الخطيرة التي يحاول فيها الهيمنة على دول المنطقة وتحقيق مشروعه في تغيير وجه الشرق الأوسط وإقامة إسرائيل الكبرى".


وأضاف: "لقد أثبتت المقاومة أنها عصيّة على الكسر، ولا يستطيع أحد إخضاعها أو إخراجها من المعادلة الداخلية، وكل الرهانات والضغوط والحملات لدفعها إلى الاستجابة للمطالب الأميركية والإسرائيلية بنزع سلاحها فشلت بالكامل". وأكد أن "ما أظهره حزب الله خلال الأشهر الماضية من قوة في المنطق وصلابة في الموقف كان رسالة واضحة للداخل والخارج بأن الرهان على ضعف حزب الله وهم وسراب".


وختم الشيخ دعموش مشدداً على أن "المقاومة متجذّرة في لبنان، وهي جزء من هويته الوطنية والرقم الأصعب في معادلاته الداخلية، ولا يمكن لأحد اقتلاعها أو تفكيك بيئتها أو محو ذاكرتها أو إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة