المحلية

الشرق الاوسط
الأحد 12 تشرين الأول 2025 - 14:35 الشرق الاوسط
الشرق الاوسط

محاولة لنقل سلاح "حزب الله" كـ"وديعة" إلى العراق… وواشنطن ترفض الفكرة بشكل قاطع

محاولة لنقل سلاح "حزب الله" كـ"وديعة" إلى العراق… وواشنطن ترفض الفكرة بشكل قاطع

قالت مصادر لبنانية وعراقية إن وسطاء درسوا نقل أسلحة استراتيجية بحوزة "حزب الله" إلى طرف "ضامن" في العراق بوصفها "وديعة"، لكن واشنطن قطعت الطريق على المقترح «بشكل قاطع".


وأوضحت المصادر أن نقاشات جرت في بغداد حول دمج فكرة الوديعة التي طرحها وسطاء قدموا أنفسهم كـ"مستقلين" عن "حزب الله" ويمتلكون "قنوات تواصل"، مع مشروع هيكلة فصائل شيعية عراقية ضمن القوات الأمنية النظامية. وفيما لم تمنح واشنطن أي جواب رسمي للأفكار المطروحة، أبلغت بغداد بضرورة أن تسلّم الفصائل العراقية سلاحها، "بمعزل عن الآخرين الذين يُنتظر منهم فعل الشيء نفسه".


ويواجه "حزب الله" بحسب المصادر معضلات لوجيستية تحول دون استخدام السلاح أو تخزينه لفترات طويلة، إضافة إلى عائق سياسي-عقائدي مرتبط بعدم حصوله على "رخصة نهائية من إيران تسمح له بالتصرف في السلاح»، وفق معلومات مستقلة حصلت عليها الصحيفة مطلع تشرين الأول 2025.


وقال مصدر لبناني مطلع إن مقترحًا تضمن الاحتفاظ بما يكفي من السلاح للدفاع عن النفس رُفض بشكل قاطع، ما عمّق مأزق الحزب. ونقلت المصادر عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن ترفض أي تسوية «من الماضي» وتشجع انتقال الكوادر من الحياة المسلحة إلى العمل السياسي من دون سلاح—مع استثناءات محتملة تتعلق بالصواريخ والمسيّرات عبر حوافز يقدمها الجانب اللبناني.


وأشارت المصادر إلى أن المشكلة باتت ليست في التسليم نفسه بل في "طريقة" التسليم لأسباب سياسية واعتبارية يرفضها "حزب الله" في هذا التوقيت، بينما يصر الحزب على أنه "يعيش زمن الانتصارات العظيمة"، وفقًا لأمينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي أعلن أن "الحزب لن يتخلى عن السلاح".


وقال أحد المراجع المطلعة في بيروت إن "الحزب يختبر خيارات محدودة للغاية"، لكنه يخشى من أن يصبح مجرّدًا من السلاح ومعرضًا لتصفية حسابات من أطراف متعددة. وأضاف أن أي تسوية عملية «تضمن أقل الخسائر» قد تكون مدخلاً لحل أزمة السلاح.


ورغم تحفظ الوسطاء عن الدخول في تسويات تنتمي لمرحلة "حرب الإسناد ووحدة الساحات"، اعتبرت المصادر أن "الاستعصاء" فتح نافذة لحل عبر طرف ثالث ضامن. ودعت إيران، وفق مصادر عراقية، حلفائها إلى مبدأ "وحدة السلاح" لحمايته بكل الوسائل الممكنة، فيما نُقل أن المقترح الذي نوقش في بغداد يقضي بتسليم ما تبقّى من الصواريخ والمسيّرات إلى طرف شيعي ضامن للتفاوض مع الأميركيين.


ويرى مسؤولون عراقيون أن "التصرف بالسلاح الاستراتيجي بحاجة إلى فتوى"، لكن "الضغط الأميركي الهائل" يقف أمام قدرة الجماعات الموالية على تنفيذ أي خطة من هذا النوع. ويقول مؤيدو فكرة الوديعة إن نقل السلاح إلى جهة خارجية سيخفف الأعباء السياسية عن الدولة اللبنانية ويعفي الجيش من احتمالات احتكاك غير محسوب مع البنية العسكرية للحزب، كما يمنح المجتمع الدولي ضمانات بعدم عودة السلاح إلى لبنان.


وتطورت الفرضية في بغداد، وفق مصادر عراقية، إلى دمج الوديعة مع مقترح أميركي بهيكلة فصائل الحشد الشعبي وترقيم أسلحتها داخل مؤسسات الدولة. ولم يؤكد مسؤول عراقي تفاصيل نقل السلاح كـ"وديعة"، لكنه أكد أن واشنطن أبلغت فصائل عراقية بأنها مصمّمة على نزع سلاح جميع الكيانات الموازية للدول المتورطة في المحور الإيراني، بما في ذلك الجماعات العراقية، وأن لهجة الضغوط الأميركية "تزداد حدة مع مرور الوقت".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة