شهدت صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل الإفراج عن محمود عيسى الملقّب بـ"أبو البراء"، والذي يُعدّ من أخطر قادة "كتائب القسام" ومؤسس أول نواة عسكرية للكتائب في القدس.
ويُصنّف عيسى ضمن أوائل القيادات التأسيسية للذراع العسكري لحركة حماس في القدس، ويُنظر إليه كواحد من أبرز الوجوه المرتبطة بنشاط "كتائب القسام" في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وفور خروجه، وجّه عيسى تحية إلى سكان قطاع غزة، مثنيًا على صمودهم، ومعبّرًا عن تقديره لقادة وعناصر المقاومة، قائلاً إن غزة "ستبقى وتنهض لتحيي الركام"، معتبرًا أن ما يقدّمه أهل القطاع من ثبات هو "دروس عزّة" للأمة.
وُلد محمود عيسى في 21 أيار 1968 في بلدة عناتا شمال شرق القدس، ودرس الفقه وأصوله في كلية الشريعة بجامعة أبو ديس. وقبل اعتقاله، عمل في الحقل الإعلامي، وتولّى إدارة مكتب صحيفة "صوت الحق والحرية" في القدس.
التحق عيسى مبكرًا بحركة حماس، وكان من أوائل المنتسبين إلى "كتائب القسام" في القدس. وأسّس خلية عسكرية حملت اسم "الوحدة الخاصة 101"، ركّزت على تنفيذ عمليات أسر جنود إسرائيليين تمهيدًا لاستخدامهم في صفقات تبادل.
حُكم عليه بثلاثة أحكام بالسجن المؤبد، إلى جانب أحكام إضافية، ما جعله من أصحاب أطول الأحكام في تاريخ السجون الإسرائيلية. وعلى الرغم من طرح اسمه في صفقات سابقة، رفضت إسرائيل الإفراج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، واستمر استثناؤه من جولات التفاوض اللاحقة، بذريعة خطورته الأمنية.
وبعد أكثر من ٣٠ عامًا خلف القضبان، تم الإفراج عنه ضمن إطار صفقة "طوفان الأحرار 3".