المحلية

ليبانون ديبايت
الأربعاء 15 تشرين الأول 2025 - 11:59 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

بصمة أمل في الجنوب... كيف أعادت "CMA CGM Foundation" الحياة إلى مدرسة علما الشعب؟

بصمة أمل في الجنوب... كيف أعادت "CMA CGM Foundation" الحياة إلى مدرسة علما الشعب؟

"ليبانون ديبايت"

في وقتٍ يرزح فيه القطاع التربوي اللبناني تحت ضغوطٍ خانقة، تبرز مبادرات مؤسسة CMA CGM كأحد النماذج المضيئة في دعم التعليم وتمكين الشباب. فبرئاسة السيدة تانيا سعادة زعني، تنشط المؤسسة على أكثر من محور إنساني وتربوي، ساعيةً إلى ترسيخ مستقبلٍ مستدام وشامل لأجيال لبنان المقبلة.

من الجنوب اللبناني، وتحديدًا من بلدة علما الشعب، بدأت واحدة من أبرز قصص النجاح التربوي التي تحمل بصمة المؤسسة. فمدرسة علما الشعب، التي تديرها راهبات العائلة المارونية المقدّسة منذ العام 1994، كانت على وشك إقفال أبوابها هذا العام، قبل أن تتدخل مؤسسة CMA CGM لتعيد إليها الحياة والأمل.


مدرسة عادت للحياة… ومستقبل بدأ من جديد


بدعم من المؤسسة، خضعت المدرسة إلى إعادة تأهيل شاملة طالت المبنى والمرافق الصفّية، إضافةً إلى تركيب نظام طاقة شمسية يضمن استمرارية التعليم في ظل أزمة الكهرباء. كما جرى تحديث الصفوف وتجهيزها بوسائل تعليمية حديثة، لتصبح المدرسة جاهزة لاستقبال تلامذتها من جديد في العام الدراسي 2025–2026.


اليوم، فتحت المدرسة أبوابها أمام التلاميذ مع عودة العائلات إلى المنطقة، لكن أثر المشروع تخطّى حدود التعليم، إذ ساهم أيضًا في الحفاظ على وظائف المعلّمين وإعادة تنشيط الحياة الاجتماعية في البلدة، ليشكّل نموذجًا عن كيف يمكن لمبادرة تربوية واحدة أن تُحدث فارقًا في مجتمعٍ بأكمله.


الطاقة المتجدّدة… من طرابلس إلى النبطية


ولم يقتصر عمل المؤسسة على الجنوب. فمنذ العام 2022 وحتى 2025، أطلقت مبادرة وطنية لتركيب الألواح الشمسية في 21 مدرسة في مختلف المناطق اللبنانية، من طرابلس شمالًا إلى النبطية جنوبًا، مرورًا بالحدث وشحيم.


هذه المبادرة وفّرت استقلالًا طاقويًا للمدارس، وضمنت استقرار العملية التعليمية بعيدًا عن الانقطاعات الكهربائية المتكررة، مما أسهم في خلق بيئة تعليمية أكثر أمانًا واستدامة.


من البر إلى البحر… فرص جديدة للشباب اللبناني


إلى جانب التعليم الأساسي، تضع مؤسسة CMA CGM التدريب المهني في صلب استراتيجيتها. ومن أبرز مشاريعها في هذا الإطار، الشراكة مع معهد الفنون والمهن البحرية (IMA) التي أُطلقت عام 2021.


يهدف هذا التعاون إلى تمكين البحّارة اللبنانيين عبر برامج تدريب متخصّصة وورش عمل بإشراف خبراء من المجموعة، إضافة إلى زيارات تبادل بين مرسيليا وبيروت، وفرص عمل على متن سفن CMA CGM، ما يفتح أمام الشباب اللبناني آفاقًا جديدة في قطاع النقل البحري العالمي.


رؤية تتجاوز المساعدات


تندرج هذه المبادرات ضمن الرؤية الأوسع للمؤسسة، التي تعمل في مجالين أساسيين: المساعدات الإنسانية والتعليم. وهي لا تكتفي بالدعم الآني، بل تركز على إرساء مقومات التنمية طويلة الأمد من خلال التدريب، والدمج المهني، وتمكين المجتمعات المحلية.

ومن بين مشاريعها أيضًا إنشاء مساحات رقمية للتعلّم وإطلاق مبادرات اجتماعية مثل “La Cuisine de Mariam” الهادفة إلى تمكين الفئات الأكثر هشاشة.


أما مجموعة CMA CGM نفسها، فلبنان بالنسبة إليها ليس مجرد مقر أو نقطة انطلاق. فمنذ 47 عامًا، توسّعت أنشطة المجموعة في البلاد لتشمل النقل البحري، الخدمات اللوجستية، تشغيل المرافئ، الابتكار الرقمي، الزراعة والصناعات الغذائية، ما وفر أكثر من 2400 فرصة عمل محلية، وجعل التزامها تجاه لبنان ركيزة ثابتة في مسيرتها العالمية.


مستقبل التعليم… في قلب الرؤية


في ختام هذه المسيرة، تؤكد مؤسسة CMA CGM أن دعم التعليم ليس عملًا خيريًا عابرًا، بل استثمار في مستقبل لبنان. ومن علما الشعب إلى البحر، تُثبت هذه المبادرات أن الإرادة والشراكة يمكن أن تعيدا الأمل إلى المدارس، والكرامة إلى المعلمين، والمستقبل إلى الأجيال القادمة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة