تتسارع التحركات الدولية والإقليمية لاستكمال تنفيذ بنود خطة غزة، في ظل اتساع الحديث حول تشكيل قوة دولية لضمان الاستقرار المستقبلي، بالتوازي مع خطط إنشاء مركز لتنسيق إعادة إعمار القطاع. وتأتي هذه التطورات بينما لا تزال التكهنات قائمة حول موعد فتح معبر رفح، وخصوصًا ملف تسليم الجثث الذي تصاعد التوتر بشأنه عقب التهديدات الأخيرة المتبادلة.
وفي ما يتصل بملف إعادة الإعمار ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشفت شبكة "ABC" الأميركية أن المركز الأميركي المكلّف بالإشراف على جهود إعادة إعمار غزة سيبدأ عمله خلال الأيام المقبلة.
وبحسب الشبكة، سيتولى جنرال أميركي بثلاث نجوم قيادة هذا المركز، الذي ستكون مهمته تنسيق الجهود الأمنية والإنسانية الخاصة بإعادة الإعمار وتوزيع المساعدات داخل القطاع. وأشارت المعلومات إلى أن موقع المركز سيكون داخل إسرائيل، من دون الكشف عن مكانه الدقيق لدواعٍ أمنية.
وفي سياق متصل، تتبلور ملامح قوة دولية جديدة يُعمل على تشكيلها للعمل في غزة بعد تثبيت وقف إطلاق النار. ووفق مصادر متابعة، فإن الخطة تتضمن نشر ما لا يقل عن ألف جندي دولي — أي ضعف العدد الذي كان مطروحًا سابقًا — لتولي فرض النظام، مراقبة الأمن، والإشراف على دخول العناصر الأمنية الفلسطينية الذين أنهوا تدريباتهم في مصر والأردن.
وسيكون الوجود الأميركي داعمًا أساسيًا لهذه القوة عبر نحو 200 جندي يتولون مهام التنسيق والمراقبة من دون انتشار ميداني داخل غزة. كما تُجرى مشاورات مع الإمارات وقطر ومصر وإندونيسيا وأذربيجان للمشاركة تحت تفويض أممي قيد الإعداد.
وفي موازاة ذلك، أفادت القناة الإسرائيلية 14 بوجود توافق إسرائيلي على أن تتولى قوة محلية من غزة تشغيل معبر رفح، مؤكدة أن القيادة الأمنية الإسرائيلية وافقت على التشكيلة الفلسطينية التي ستدير المعبر، مع الإشارة إلى أن فتح المعبر لن يتم من دون موافقة إسرائيلية نهائية.
وجاءت هذه الأنباء بعد ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصدرين بأن عودة تشغيل المعبر ستتزامن مع عودة بعثة مراقبة تابعة للاتحاد الأوروبي، فيما لم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي أو مكتب رئيس الوزراء حول تفاصيل القيود المحتملة على حركة السفر.
بدوره، دعا توم فليتشر، مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إسرائيل إلى فتح جميع المعابر فورًا لإدخال المساعدات إلى غزة، مؤكدًا أن ذلك يجب أن يتم ضمن إطار اتفاق وقف إطلاق النار القائم بين إسرائيل وحماس. ومن المقرر أن يتوجّه فليتشر الخميس إلى معبر رفح من الجانب المصري، في ظل استمرار إغلاقه منذ منتصف عام 2024.
الـــمــــزيــــــــــد
