نعت القوات المسلحة اليمنية، التابعة لجماعة الحوثي، في بيان رسمي، رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، واصفةً إياه بـ"الشهيد".

وجاء في البيان أن "الشهيد اللواء الركن محمد الغماري ارتقت روحه الطاهرة وهو في سياق عمله الجهادي وأداء واجبه الإيماني شهيداً سعيداً ضمن قافلة العظماء الشهداء على طريق القدس"، مضيفًا أن "المسيرة القرآنية تزخر بالقادة العظماء من أمثال الشهيد الغماري ورفاقه في الجهاد والمسؤولية".
وأكدت القوات المسلحة أن "جولات الصراع مع العدو لم تنتهِ، وسيتلقى العدو الصهيوني بما ارتكبه من جرائم جزاءه الرادع حتى تحرير القدس وزوال الكيان"، مشدّدة على أن "المنهجية العظيمة التي استشهد عليها الشهداء العظماء لا تنتهي باستشهاد أحدهم، بل مسارٌ تتلقفه الأجيال ويمضي به الأبطال جيلاً بعد جيل".
وأضاف البيان أن "قافلة العظماء لن تتوقف إلا بتوقف الحياة بكلها، وأن دماء الشهداء القادة تصنع الرجال الأشداء فتهون أمامهم التضحيات وترخص دونهم الأرواح"، كما جددت القوات المسلحة في ختام بيانها "العهد والولاء بالاستمرارية والوفاء لدماء الشهداء العظماء"، مؤكدة أن "حياة الشهداء الجهادية ستكون مشعل نور يضيء دروب الجهاد والتضحية".
يُعد اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري إحدى الشخصيات العسكرية المحورية في صفوف الحوثيين، وبرز اسمه منذ أحداث محافظة صعدة عام 2013 وسقوط العاصمة صنعاء في أيلول 2014، حيث كان من المشاركين الأساسيين في تلك التطورات.
ويُعتبر الغماري الشخصية العسكرية الثانية داخل جماعة الحوثي، وقد تلقى تدريبات على يد حزب الله والحرس الثوري الإيراني. ولفت الأنظار أكثر بعد تكليفه برئاسة هيئة الأركان العامة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً في كانون الأول 2016، ما جعله في موقع القرار العسكري الأول ميدانياً داخل الجماعة.
كما يُنسب إليه دوره في إطلاق المسيرات والصواريخ باتجاه دول الجوار، ما دفع تحالف دعم الشرعية في اليمن إلى إدراجه ضمن قائمة المطلوبين الحوثيين في تشرين الثاني 2017.
نشأ الغماري في عزلة ضاعن بمديرية وشحة في محافظة حجة، وتدرّج في المواقع الميدانية ضمن صفوف الحوثيين، حيث وقف إلى جانب عبد الملك الحوثي في الحربين الثانية والثالثة، خلال فترة تواري الأخير عن الأنظار في منطقة نقعة بصعدة.
وتولى الغماري مواقع قيادية ميدانية في حجة والحديدة، كما شغل منصب المسؤول الأمني في صنعاء. ويُعد من القيادات العقائدية في الحركة، حيث درس في "معهد حسين بدر الدين الحوثي" عام 2003.
وتشير المعلومات إلى أنه سافر عام 2012 إلى لبنان، وتلقى في الضاحية الجنوبية لبيروت دورات عقائدية وعسكرية على يد حزب الله، كما خضع في إيران لتدريبات متقدمة مرتبطة ببناء منظومات الصواريخ الباليستية.
في أيار 2021، صنّفت الولايات المتحدة الغماري "تهديدًا للاستقرار والسلام"، وفرضت عليه عقوبات، كما أدرج اسمه على قائمة العقوبات الأممية في تشرين الثاني 2021 بتهمة "تهديد السلم والاستقرار في اليمن"، وتنسيق العمليات العسكرية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "تهديد مباشر للأمن الإقليمي".
ومنذ كانون الأول 2023، ارتبط اسمه أيضًا بالهجمات البحرية التي استهدفت سفنًا تجارية ومواقع مرتبطة بإسرائيل، ما جعله ضمن قائمة الشخصيات الحوثية المطلوب استهدافها من قبل إسرائيل.