في تصريحات لافتة تأتي في ظل التطورات السياسية الأخيرة في دمشق، قال حنان جيفن، القائد الأسبق لوحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، إنّ "الداخل السوري ليس هادئًا ويُشكّل تهديدًا كبيرًا بالنسبة إلى إسرائيل"، مشيرًا إلى أنّ "الدور الروسي في سوريا محدود جدًا".
جيفن، الذي تحدث في برنامج "هذا المساء" على قناة i24NEWS الاسرائيلية، أوضح أنّ زيارة الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع إلى موسكو اقتصرت على نقطتين أساسيتين: موافقة دمشق على إبقاء القواعد العسكرية الروسية في طرطوس وحميميم، وطلب المساعدة الروسية في إعادة بناء الجيش السوري واستعادة الأصول المالية المجمدة في روسيا.
وأضاف المسؤول الاستخباراتي السابق: "لن يكون هناك تغيير جذري في العلاقات بين دمشق وموسكو، فالعلاقات مع الولايات المتحدة تكبّل القيادة السورية إلى حدٍّ بعيد، كما أنّ النظام يعاني من مشاكل داخلية تتعلق بالبنى التحتية والانقسامات الطائفية، وهو ما يجعل الدور الروسي محدودًا جدًا في التأثير داخل سوريا".
وحول انعكاس الوضع السوري على إسرائيل، شدد جيفن على أن الجيش الإسرائيلي يراقب عن كثب ما يجري في الداخل السوري، لافتًا إلى أنّ "عدم الاستقرار في سوريا يُعتبر مصدر قلق أمني كبير لإسرائيل"، خصوصًا في ظل وجود مجموعات مسلّحة وتنظيمات متشددة في مناطق متفرقة من البلاد. وأضاف: "الولايات المتحدة تتابع الوضع بدقة أيضًا، لا سيما مع تصاعد نشاط تنظيم داعش في بعض المناطق الحدودية".
تأتي هذه التصريحات عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في الكرملين بتاريخ 15 تشرين الأول 2025، في أول زيارة رسمية من نوعها منذ تولّي الشرع منصبه. اللقاء، الذي عُقد في أجواء مغلقة، أثار اهتمام الأوساط الإسرائيلية التي تتابع عن كثب التحولات السياسية في سوريا بعد مرحلة طويلة من الفوضى والانقسام.
ويرى مراقبون في تل أبيب أنّ تصريحات جيفن تعبّر عن مخاوف أمنية متزايدة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من احتمال توسّع حالة عدم الاستقرار في سوريا نحو الجبهة الشمالية، في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى تثبيت معادلة ردعها على الحدود اللبنانية والسورية بالتوازي مع الحرب الدائرة في غزة.
الـــمــــزيــــــــــد
