سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء اليوم السبت، جثماني أسيرين إسرائيليين إضافيين، في إطار تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، وذلك بعد أن كانت قد سلمت خلال الأيام الماضية عدة جثامين لجنود وأسرى إسرائيليين.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلمت الجثمانين، على أن يتم نقلهما لاحقًا إلى الجيش الإسرائيلي. وأوضحت كتائب القسام، عبر منشور على منصة تليغرام، أنها استخرجت الجثامين من مناطق مدمرة داخل قطاع غزة اليوم.
رغم ذلك، يواصل الجانب الإسرائيلي منع فتح معبر رفح الحدودي مع مصر، مبررًا ذلك بعدم استلام جميع جثامين الأسرى القتلى بعد. واعتبرت حركة حماس هذا القرار "خرقًا واضحًا للاتفاق وتنصلًا من التزامات نتنياهو أمام الوسطاء".
وأكدت الحركة أن استمرار إغلاق المعبر ومنع خروج الجرحى ودخول المعدات والفِرق الفنية اللازمة يعرقل جهود استخراج الجثامين والتعرف على هويتها، محذّرة من أن ذلك سيؤخر عملية التسليم ويهدد مسار الاتفاق القائم، مطالبةً الوسطاء بـ"تحرك عاجل".
وفي تطور متصل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أصدر تعليمات بالإبقاء على معبر رفح مغلقًا حتى إشعار آخر، مشيرًا إلى أنه سيتم إعادة النظر في القرار "بناءً على التزام حماس الكامل بإعادة الجثامين وفق الإطار المتفق عليه".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول حكومي قوله إن تل أبيب تبحث فرض إجراءات إضافية على حماس إذا لم تستكمل تسليم الجثامين، بينما تحدثت قناة "كان 12" عن استياء أميركي من لهجة نتنياهو، معتبرين أن موقفه "يضر بالمسار التفاوضي".
ورفعت عائلات الأسرى القتلى من مستوى الضغط الشعبي، داعيةً إلى استمرار المظاهرات وعدم وقف التحركات حتى استرجاع آخر جثمان من غزة. وخرجت تجمعات عند مفترقات طرق رئيسية في إسرائيل، حيث رفع المحتجون صور ذويهم وطالبوا الحكومة بالتحرك الفوري.
وشددت كتائب القسام في وقت سابق على أنها ملتزمة بالاتفاق، لكنها أوضحت أن عملية استخراج الجثامين من تحت الأنقاض تتطلب معدات ثقيلة وفِرق مختصة، وهو ما تعرقله إسرائيل بمنع إدخال التجهيزات عبر المعابر.
يأتي ذلك بينما لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، موضع اختبار ميداني، مع استمرار الغارات الإسرائيلية المتقطعة وتأخر فتح المعابر الإنسانية بالكامل.