أفاد الكاتب العسكري آفي أشكنازي، في تقرير نشرته صحيفة "معاريف"، أن الجيش الإسرائيلي يبدأ اليوم الأحد تنفيذ أوسع تمرين عسكري منذ اندلاع حرب السابع من تشرين الأول 2023، بمشاركة "الفرقة 91" المنتشرة على الحدود مع لبنان، في إطار استعدادات تهدف إلى اختبار القدرات في الدفاع والهجوم ومحاكاة سيناريوهات الصد القتالي.
وبحسب التقرير، يهدف التمرين إلى محاكاة معارك ميدانية في ظروف قتال معقّدة، في ظل تصاعد التوتر مع حزب الله الذي، رغم الضربات القاسية التي تلقاها، ما يزال يعمل على إعادة بناء قوته العسكرية على أكثر من جبهة. ويشير أشكنازي إلى أن الجيش الإسرائيلي دأب، منذ تأسيسه قبل 77 عامًا، على إجراء مناورات سنوية، وغالبًا ما يعلن عن نجاحها، "إلا أن النجاحات النظرية خلال المناورات لا تعني بالضرورة الجاهزية عند اندلاع مواجهة فعلية"، في إشارة إلى إخفاقات سابقة مثل حرب تشرين 1973 وحرب لبنان الثانية 2006.
ويضيف التقرير أن التمرين يأتي في مرحلة حساسة على الحدود الشمالية، حيث يواصل حزب الله تحركاته لترميم بنيته العسكرية، من تعزيز قدراته الدفاعية والهجومية إلى استخراج صواريخ وأسلحة من مخازن تعرضت للقصف الإسرائيلي. وبعض هذه الأسلحة، وفق المصدر، مصنّفة كـ"مغيرة للتوازن"، ما يثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
كما يلفت أشكنازي إلى أن حزب الله يسعى في الوقت نفسه إلى إعادة تثبيت حضوره داخل الساحة اللبنانية بعد تضرر صورته خلال الحرب، محاولًا الحفاظ على موقعه كـ"دولة داخل الدولة"، إلى جانب محاولاته للانتقام من إسرائيل ردًا على الضربات التي استهدفت إيران، الداعم الإقليمي له. وكشف التقرير أن الحزب ينشط خارج لبنان أيضًا، عبر محاولات لتنفيذ عمليات خارجية، أُعلن على إثرها عن اعتقالات لمشتبهين تابعين له في ألمانيا وشرق آسيا، فضلًا عن مساعيه لبناء بنية عسكرية في جنوب سوريا وتهريب أسلحة إلى الضفة الغربية.
وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي شنّ خلال الأيام الأخيرة سلسلة غارات على مواقع في البقاع الجنوبي ومناطق التماس في الجنوب اللبناني، كان آخرها مساء أمس، حيث استُهدف عنصر من حزب الله أثناء محاولته إعادة بناء بنية تحتية للتنظيم. كما أعلن الجيش عن إحباط عملية تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان في منطقة جبل الشيخ، شاركت فيها "كتيبة الجبال 810" بالتعاون مع وحدة الاستخبارات 504، حيث تم ضبط قنابل وأسلحة ورؤوس صواريخ مضادة للدروع.
ويشير التقرير إلى أن تمرين "الفرقة 91" يحاكي "حرب الأمس"، لكنه لا يستعد بما يكفي لـ"حرب الغد"، منتقدًا تركّز الجيش على سيناريوهات تشبه ما واجهه سابقًا، دون تطوير مقاربات جديدة تتوقع مفاجآت ميدانية كتلك التي حدثت في 7 تشرين الأول. وأضاف الكاتب أن الجيش الإسرائيلي مطالب اليوم بتبنّي تفكير مختلف يقرأ عقل خصومه في حماس وإيران، بدل الاكتفاء بالإنجازات التكتيكية وعمليات الاغتيال المحدودة.
ويختم آفي أشكنازي بالقول إن الجيش الإسرائيلي "سينجح في تمرينه كالعادة"، لكن "السؤال الحقيقي ليس هل سينجح في المناورة، بل متى وكيف سيفاجئه حزب الله مجددًا في الميدان".
الـــمــــزيــــــــــد
