وتشير المعلومات إلى أن لقاء الرئيسين عون وبري كان ممتازاً، كما وصفه الرئيس بري عند خروجه من قصر بعبدا، مؤكدةً أن النقاش حول العرض الأميركي وصل إلى مراحل متقدمة جداً. كما أوضحت المصادر أن هناك تكتمًا شديدًا من قبل الرئاسات الثلاث حول تفاصيل هذا العرض، معتبرةً أن ما يتم تسريبه في الإعلام غير دقيق، وأن بعبدا ليست مسؤولة عن تلك التسريبات التي تستند بمعظمها إلى تحليلات واجتهادات صحفية.
وتلفت المعلومات إلى أن الرئيس بري يشكّل اليوم صلة الوصل بين بعبدا وحارة حريك، كما كان الحال منذ وقف إطلاق النار، وهو الطرف القادر على تقريب وجهات النظر في أي ملف خلافي بين الجانبين، خصوصاً ما يتعلق بالعروض المرتبطة بالوضع في الجنوب والسلاح وسائر القضايا الحساسة.
كما لمّحت المعلومات إلى احتمال أن يناقش مجلس الوزراء في جلسته المرتقبة يوم الخميس العرض الذي حمله الرئيس عون من واشنطن، بحيث يسلك المسار الدستوري الصحيح ويشكّل مدخلاً لنقاش وطني داخل المؤسسات الدستورية، وهو ما كان يطالب به عدد من الأفرقاء اللبنانيين خلال مناقشة ورقة باراك والرد اللبناني عليها، تفادياً لحصر القرار بين الرؤساء الثلاثة فقط.
وفي السياق نفسه، تتوقف مصادر وزارية عند الاجتماع الثلاثي للرؤساء الثلاثة الذي تداولت به بعض وسائل الإعلام، مؤكدةً أنه لم يحصل فعلياً.
وكشفت أن هناك اتجاهاً لعقد هذا الاجتماع، لكن الرئيس نواف سلام عارض الفكرة انطلاقاً من قناعته بأن هذا الشكل يعيد إنتاج صورة "الترويكا" التي كانت سائدة في العهد السابق، وهي الصورة التي لا يرغب بأن يكون جزءاً منها.
وأوضحت المصادر أن سلام يريد أن يظهر لبنان بصورة جديدة مختلفة عن النموذج التقليدي للحكم الذي كان سائداً في الماضي.