في هذا السياق، يؤكد عضو قيادة إقليم حركة "فتح" في لبنان، يوسف الزريعي، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن "ما جرى ليس انتخابات بالمعنى السياسي التقليدي، بل مؤتمرات تنظيمية دورية تُعقد كل عامين أو ثلاثة، وتتضمّن في بندها الأخير عملية انتخابية، بينما يكون جوهرها مراجعة المرحلة السابقة ووضع خطة عمل للمرحلة المقبلة، تليها انتخاب أعضاء قيادة الإقليم من قبل كادر التنظيم في لبنان".
ورداً على ما يُقال عن سعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإحكام السيطرة على الحركة في الساحة اللبنانية، يوضح أن "الدورة الحالية صحيح كانت استثنائية، لكنها لم تُعقد لهذا الهدف بالتحديد، فالرئيس عباس هو أصلًا رئيس حركة "فتح" والقائد الأعلى، وإنما جاءت هذه الخطوة ضمن مسار التجديد الشامل الذي شهدته معظم المؤسسات والدوائر التابعة للحركة في لبنان، وكان من الطبيعي أن يشمل هذا التجديد قيادة الإقليم أيضًا".
أما بشأن ما إذا كانت هذه الخطوة تعبّر عن إعادة تموضع لحركة "فتح"، فيشير إلى أن "الحركة تستعد لمرحلة جديدة عنوانها الأساسي تعزيز الخدمات الاجتماعية والإنسانية لأبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان، إلى جانب توطيد العلاقة الأخوية مع الدولة اللبنانية المستضيفة، فالأولوية في المرحلة المقبلة ستكون لصون حقوق شعبنا واحتياجاته، وتركيز كل الجهود لتحقيق هذا الهدف".
في المقابل، يلفت الزريعي إلى أن "سياسة الحركة كانت ولا تزال تقوم على احترام سيادة الدول العربية كافة، وفي مقدّمتها لبنان الذي تحمّل معنا عبء اللجوء الفلسطيني، ولذلك، نحن نلتزم بعدم التدخل في أي شأن داخلي لبناني، وبالقرارات الرسمية اللبنانية، ونؤكد احترامنا الكامل لسيادة الدولة اللبنانية وسلطتها على كامل أراضيها، وليس لدينا أي مشروع داخل لبنان أو في المخيمات سوى صون حقوق شعبنا".