قدّمت "مؤسسة هند رجب" شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية تطالب فيها بإصدار أوامر اعتقال بحق ٢٤ جندياً وقائداً إسرائيلياً متورطين في مقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب وعناصر من طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني الذين حاولوا إنقاذها في قطاع غزة.
وأوضحت المؤسسة، في بيان، أنّها قدّمت ملفاً مؤلفاً من ١٢٠ صفحة إلى المحكمة بموجب المادة (15) من نظام روما الأساسي، بهدف تحريك الملاحقات القانونية وصولاً إلى إصدار أوامر اعتقال بحق المسؤولين عن الجريمة.
وأضافت أن الملف يتضمّن أدلة ميدانية وشهادات موثّقة تؤكد مسؤولية الوحدات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل هند وستة من أفراد عائلتها، إلى جانب المسعفين الذين استُهدفوا أثناء محاولتهم إنقاذها، في حادثة وقعت خلال شهر شباط الماضي في مدينة غزة، وأثارت صدمة دولية واسعة بعدما انتشر تسجيل صوتي مؤلم للطفلة قبل لحظات من استشهادها.
كما دعت المؤسسة المحكمة إلى توسيع نطاق التحقيق ليشمل وحدات عسكرية إسرائيلية محددة، منها "سرية إمبراطورية مصاصي الدماء"، و"الكتيبة المدرعة ٥٢"، و"اللواء المدرع ٤٠١"، التي يُعتقد أنّها شاركت في العملية الميدانية التي أودت بحياة الطفلة وعائلتها.
ونقلت وسائل إعلام عبرية أنّ المؤسسة وصفت في ملفها الأفعال المرتكبة بأنها تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية، استنادًا إلى أحكام نظام روما الأساسي الذي يحدّد اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
وفي موازاة الشكوى المقدَّمة في لاهاي، أفادت المؤسسة بأنّ إجراءات جنائية فُتحت في عدد من الدول، بينها الأرجنتين، ضد أحد عناصر طاقم الدبابة المتورطين في الجريمة، في إطار مبدأ الولاية القضائية العالمية الذي يتيح ملاحقة مرتكبي الجرائم الجسيمة عبر القضاء الدولي أو الوطني.
وتأتي هذه الخطوة بعد حملة دولية واسعة قادتها منظمات حقوقية، طالبت بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الطفلة هند رجب التي تحوّلت قصّتها إلى رمز لمعاناة الأطفال الفلسطينيين في الحرب على غزة، خصوصًا بعد عرض الفيلم الوثائقي الذي يوثّق صوتها في مهرجان فينيسيا السينمائي مطلع أيلول الماضي.
الـــمــــزيــــــــــد
