المحلية

محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت
الخميس 23 تشرين الأول 2025 - 07:08 ليبانون ديبايت
محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت

الحرب اقتربت… نتنياهو يبتز العالم بلبنان

الحرب اقتربت… نتنياهو يبتز العالم بلبنان

ليبانون ديبايت - محمد المدني


كل التحذيرات التي تصل إلى لبنان عبر دبلوماسيين ووسطاء في الأسابيع الأخيرة ليست مجرّد رسائل عابرة. فكلها، بلا استثناء، تحمل في طياتها نذير خطر حقيقي. وفق مصادر ديبلوماسية مطلعة، فإنّ معظم التقارير والتحذيرات الجدية تؤكد أن لبنان يقف اليوم على حافة حرب جديدة، وأن المسافة الزمنية التي تفصله عنها قد لا تتعدى أيامًا أو أسابيع قليلة.


إسرائيل، التي أنهت عمليًا ملف قطاع غزة واستعادت معظم رهائنها، بدأت تنقل تركيزها الاستراتيجي نحو الضفة الغربية. فخلافًا لما يظن كثيرون، لم يكن قطاع غزة يومًا الهدف الحقيقي أو النهائي للمشروع الإسرائيلي. فغزة بالنسبة إلى إسرائيل كانت ولا تزال "مشكلة أمنية"، أما "الحلم الإسرائيلي" فهو الضفة الغربية، التي يعتبرها الإسرائيليون أرضًا "توراتية" و"حقًا تاريخيًا"، خاصة مع وجود أكثر من 800 ألف مستوطن يعيشون اليوم داخلها.


لكن ضمّ الضفة الغربية الذي أصبح قرارًا متخذًا فعليًا داخل الكنيست الإسرائيلي — ما زال يصطدم برفض أميركي ودولي. لذلك، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رفع هذا الرفض الدولي، وإقناع العواصم الكبرى بأن ضمّ الضفة بات أمرًا واقعًا لا مفرّ منه.


ولأن نتنياهو يدرك أن العالم لا يصغي إلا تحت ضغط النار، يبدو أنه يتّجه نحو فتح جبهة جديدة مع لبنان، لتكون الحرب وسيلة ضغط ومقايضة في آن واحد. فنتنياهو لا يريد مفاوضات هادئة أو متكافئة، بل يريد مفاوضات تجري تحت القصف والدخان، حيث يكون هو الطرف الأقوى، ويكون عنوانها، "الضفة الغربية مقابل وقف إطلاق النار على لبنان".


بهذه المعادلة يحاول نتنياهو أن يفرض واقعًا جديدًا في المنطقة، يكرّس فيه سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، ويقدّم للعالم "تسوية" ظاهرها الأمن في لبنان، وباطنها ابتلاع الضفة الغربية بالكامل.


في هذا السياق، لا يمكن التقليل من خطورة المرحلة، ولا من واقعية التهديدات التي تُوجَّه إلى لبنان. فكل المعطيات الميدانية والدبلوماسية تشير إلى أن التصعيد بات وشيكًا، وأن المنطقة تتّجه نحو مواجهة مفتوحة قد تعيد رسم الخرائط مجددًا، وتحوّل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإسرائيلية – الإقليمية.


لذلك، يعيش لبنان اليوم بين نار الانهيار الداخلي، ونار الحرب التي تقترب. والتحذيرات لم تعد نظريات سياسية أو تخويفًا إعلاميًا، بل إشارات حقيقية إلى أن المنطقة على وشك الانفجار، وأن لبنان، كما في كل مرة، سيكون في قلب العاصفة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة