علّق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشكل لاذع على تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي التي ألمح فيها إلى احتمال اللجوء إلى القوة إذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: "لا أعلم إن كان غروسي قال ذلك بدافع القلق علينا أم التهديد"، وأضاف محذراً أنّ "تكرار تجربة فاشلة لن يؤدي إلا إلى فشل جديد".
وجاء رد عراقجي بعد مقابلة لغروسي نُشرت يوم أمس، قال فيها إن طهران تسمح حالياً بوجود مفتشين لدى الوكالة بصورة محدودة، وإنه "إذا فشلت الدبلوماسية، أخشى من استخدام جديد للقوة" ضد المواقع النووية.
من جهةٍ أخرى، ذكر غروسي أن إيران تمتلك كميات من اليورانيوم المخصب بدرجة تصل إلى 60% من النقاء، وأن هذه الكمية تُعدّ كافية نظرياً لصنع ما يقارب 10 قنابل نووية من ناحية الوقود التقني، مع تأكيده في الوقت نفسه أنَّ الوكالة لا تملك دليلاً على سعي طهران لامتلاك سلاح نووي.
وتجدر الإشارة إلى أن طهران كانت قد علّقت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تموز 2025 إثر تصاعد التوترات بعد سلسلة غارات استهدفت منشآت داخل إيران والتي ربطتها طهران بعمليات إسرائيلية وأميركية، ما أدّى إلى توتر متزايد في العلاقة بين طهران والوكالة حول مسألة التفتيش والوصول إلى المخزونات.
التصريحات المتبادلة تأتي في وقتٍ تشهده المنطقة توتراً دبلوماسياً وعسكرياً متصاعداً منذ الهجمات التي طاولت منشآت نووية وإنتاجية داخل إيران في حزيران وتموز، وما تبعه من إجراءات إيرانية استثنائية بشأن التعاون مع مراقبي الأمم المتحدة. وتكررت التحذيرات الدولية من مخاطر تحول الملف النووي إلى مسبّب لأعمال عسكرية إذا تعثرت المساعي الدبلوماسية.
الـــمــــزيــــــــــد
