أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، الجمعة، فرض عقوبات على رئيس كولومبيا غوستافو بيترو وأفراد من عائلته، متهمةً إياهم بالتورط في أنشطة مرتبطة بتجارة المخدرات.
وفي بيان رسمي، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أنّ كولومبيا "تفشل بشكل واضح في الوفاء بمسؤولياتها في مكافحة المخدرات"، معلنةً فرض عقوبات على أربعة كولومبيين هم: الرئيس غوستافو بيترو، زوجته فيرونيكا، ابنه نيكولاس، ووزير الداخلية أرماندو بينيديتي.
وشددت واشنطن على أنّها "لن تغضّ الطرف عن استرضاء بيترو وتشجيعه لتجار المخدرات"، مؤكدةً التزامها بـ"تقديم المتورطين في تجارة المخدرات إلى العدالة، ومنع المخدرات القاتلة من دخول الأراضي الأميركية".
كما أكدت الخارجية دعمها لـ"قوات الأمن الكولومبية وقطاع العدالة"، موضحة أن هذه العقوبات "تعكس إخفاقات إدارة غوستافو بيترو وليس مؤسسات الدولة الكولومبية نفسها".
من جانبه، توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمواصلة الضغط على حكومة بيترو، متهماً إياها بـ"التواطؤ في تجارة المخدرات".
وشهدت العلاقات بين واشنطن وبوغوتا توتراً متصاعداً منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني، شمل خلافات حول الهجمات الأميركية على سفن يُعتقد أنها تنقل المخدرات في البحر الكاريبي.
وكان ترامب قد هدد مطلع الأسبوع الجاري بزيادة الرسوم الجمركية على كولومبيا، قبل أن يعلن، الأربعاء، وقف جميع التمويلات الأميركية المقدمة إلى بوغوتا.
بيترو يردّ: "لن أركع أبداً"
وردّ الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بإعلان رسمي قال فيه: "بالفعل، تحقق تهديد بيرني مورينو، فقد أُدرجتُ أنا وزوجتي وأولادي على قائمة مكتب مراقبة الأصول الأجنبية"،
مشيراً إلى أنّ محاميه في الولايات المتحدة سيكون داني كوفاليك.
وأضاف بيترو بسخرية: "يا لها من مفارقة أن تُعاقَب حكومة حاربت الاتجار بالمخدرات لعقود وساعدت الأميركيين على خفض تعاطي الكوكايين لديهم"،
مؤكداً في الوقت نفسه: "لن أتراجع خطوة واحدة، ولن أجثو على ركبتي أبداً".
من جهتها، كشفت وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات جاءت بسبب "ارتفاع إنتاج الكوكايين في كولومبيا إلى مستويات قياسية خلال فترة حكم بيترو"، وفق ما أوضح وزير الخزانة سكوت بيسينت.
يأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من توتر دبلوماسي حاد بين البلدين، إثر وصف بيترو تدمير القوات الأميركية لسفينة صيد كولومبية في 16 أيلول بأنه "جريمة قتل وانتهاك للسيادة الوطنية".
وردّ ترامب حينها بإعلان وقف المساعدات محذّراً من أنّ الولايات المتحدة ستتدخل بنفسها إذا لم توقف بوغوتا إنتاج المخدرات فوراً.
وتُعدّ هذه العقوبات سابقة في العلاقات بين البلدين، إذ لم يسبق أن فرضت واشنطن عقوبات على رئيس كولومبي أثناء تولّيه الحكم، ما يعكس تحوّلاً جذرياً في السياسة الأميركية تجاه الحكومات اليسارية في أميركا اللاتينية.
الـــمــــزيــــــــــد
