اقليمي ودولي

العربية
السبت 25 تشرين الأول 2025 - 15:42 العربية
العربية

"الهدية المريبة"... هل اخترق البنتاغون القانون لإنقاذ جنوده من الإفلاس؟

"الهدية المريبة"... هل اخترق البنتاغون القانون لإنقاذ جنوده من الإفلاس؟

في خطوة غير مألوفة أثارت جدلاً واسعاً، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها قبلت تبرعاً بقيمة 130 مليون دولار من جهة مجهولة الهوية، بهدف المساعدة في دفع أجور عناصر الجيش خلال فترة الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية، ما فتح الباب أمام تساؤلات قانونية وأخلاقية حول سابقة من هذا النوع.


وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في بيان صدر مساء أمس الجمعة، إن الوزارة قبلت التبرع بموجب “سلطة قبول الهدايا العامة”، موضحاً أنّ الأموال "قدمت بشرط استخدامها حصراً لتعويض تكلفة رواتب ومزايا أفراد الخدمة العسكرية".


وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد كشف خلال فعالية في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي، أنّ صديقاً مقرّباً منه هو من قدّم المبلغ لتغطية أجور العسكريين، لكنه رفض الإفصاح عن هويته “احتراماً لرغبته في البقاء مجهولاً”.


ورغم ضخامة قيمة التبرع، اعتبر مراقبون أنه لا يمثل سوى مساهمة رمزية مقارنة بالمبالغ المطلوبة لتغطية رواتب أكثر من 1.3 مليون جندي يشكّلون القوات المسلحة الأميركية العاملة.


فبحسب مكتب الميزانية في الكونغرس، فإنّ ميزانية إدارة ترامب لعام 2025 تتضمن نحو 600 مليار دولار كمخصصات إجمالية لتعويضات العسكريين.


وأثار قبول البنتاغون للتبرع انتقادات قانونية، إذ حذّرت وسائل إعلام أميركية من احتمال مخالفة قانون نقص الاعتمادات (Antideficiency Act)، الذي يمنع الوكالات الفيدرالية من إنفاق أموال غير مصرح بها من الكونغرس أو قبول خدمات تطوعية أو تبرعات تغطي وظائف حكومية.


وكان ترامب قد أصدر في وقت سابق من هذا الشهر أمراً تنفيذياً يوجّه البنتاغون إلى استخدام الأموال غير المصروفة من ميزانيات البحث والتطوير لتغطية رواتب العسكريين مؤقتاً.


لكن مسؤولين في الكونغرس، بينهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون، حذّروا من أن هذا الإجراء ليس سوى حلّ مؤقت، وأن الجنود قد لا يتلقون رواتبهم قريباً ما لم يُقرّ الكونغرس قانون إنفاق جديد يضع حداً للإغلاق الحكومي.


ويُسجَّل للرئيس ترامب أنّه حطّم الرقم القياسي لأطول مدة إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، إذ بلغت 58 يوماً في ولايتيه الرئاسيتين، وفق موقع "أكسيوس".


فقد استمر الإغلاق الأول 36 يوماً خلال ولايته الأولى، بينما تجاوز الإغلاق الحالي 22 يوماً، متخطياً الرقم السابق المسجل في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر (1977 – 1981) الذي شهدت ولايته خمسة إغلاقات بإجمالي 56 يوماً.


أما خلال فترة بيل كلينتون (1993 – 2001)، فقد شهدت البلاد إغلاقين حكوميين بإجمالي 26 يوماً.


ويعود سبب الإغلاق الحالي إلى فشل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس بالتوصل إلى اتفاق حول بنود الإنفاق، خصوصاً في مجالات الرعاية الصحية والتمويل الفيدرالي، ما أدى إلى استمرار الأزمة وسط تبادل الاتهامات السياسية بين الجانبين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة