أحيا "حزب الله" احتفالًا تكريميًا اليوم الأحد في الذكرى السنوية الأولى لشهداء كفردونين الجنوبية، أقيم في النادي الحسيني للبلدة بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشّي، إلى جانب عوائل الشهداء، وعلماء دين، وفاعليات محلية وشخصيات وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
افتُتِح الاحتفال بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى النائب حسين جشّي كلمة تناول فيها الموقف من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مستعرضًا تصريحات لِدونالد ترامب ومواقف لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين، ودعا في الوقت نفسه بعض أركان السلطة اللبنانية إلى "وقف الصمت والتواطؤ تجاه ما يتعرّض له اللبنانيون من قتل ودمار".
وقال جشّي إنّ ترامب صرّح لصحيفة أميركية بأن "إسرائيل هي من شنت الهجمات باستخدام أجهزة الاستدعاء (البيجر) وما شابه، لقد كانوا يحترمونني، أخبروني بكل شيء، أحيانًا كنت أرفض وكانوا يحترمون قراري، وكل تلك الهجمات تمت برعايتي وتحت إشرافي، في الواقع بالتشاور معي مباشرة".
وأشار إلى تقرير للمراسل العسكري إيتاي بلو منتال على قناة "كان" الإسرائيلية يفيد بتواجد ضباط أميركيين داخل مقر القيادة الشمالية لجيش إسرائيل في صفد، "يتابعون العمليات على لبنان لحظة بلحظة"، معتبراً أن "كل شيء يتم حسب خطط الولايات المتحدة".
وأضاف جشّي أن الموفد الأميركي أبلَغ أنّ واشنطن "لم تقدّم ضمانات للبنان، ولن تمارس ضغوطًا على إسرائيل"، مستذكراً ما اعتبره انقلابًا لمواقف بعض المسؤولين الأميركيين تجاه الاتفاق، واقتبس تصريحًا لسيناتور أميركي دعى فيه إلى نزع سلاح "حزب الله".
وذكر جشّي أن "اللبنانيين يُستشهدون يوميًا وتُدمر بيوتهم وأرزاقهم وتتطاير أجساد العائلات بفعل ضربات جوية وأسلحة أميركية"، مشدّدًا على أنّ ترامب زوّد إسرائيل بما طلبت من أسلحة متطورة دون اكتراث بمواقف الدول العربية والإسلامية، ومشيرًا إلى وصفه لقمة شرم الشيخ بأنها "مسرحية" لأن ترامب تحدث خلالها من دون منح الفرصة لآخرين.
وانتقد جشّي "الصمت" داخل أوساط من السلطة اللبنانية، متسائلًا: "هل السكوت على إساءات وتهديدات الأميركي سياسة رسمية؟ لماذا تعلو أصواتكم في مواجهة أبناء شعبكم المقاومين وتخفت أمام الأميركي؟" وأضاف أن الخضوع للأميركي "ليس خيارنا"، مؤكّدًا أن "أبناء الإمام موسى الصدر وأبناء الشهيد السيد حسن نصرالله" لن يقبلوا أن يعيشوا "أذلاء تحت التسلط الأميركي وإسرائيل مهما كان الثمن". وختم جشّي بأن الشعب اللبناني "يعاهد الشهداء والجرحى على الاستمرار في المواجهة مهما بلغت التضحيات للحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله".