حذّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من أنّ استمرار ما سمّته بـ"حروب الرسوم الجمركية" قد يقود إلى ركود اقتصادي عالمي، مؤكدة أن التحديات الراهنة تعزز تماسك مجموعة "بريكس" وتدفعها نحو توسيع التعاون في ما بينها.
وفي مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية على هامش منتدى "صنع في روسيا"، تناولت زاخاروفا تداعيات السياسات التجارية الأميركية ومستقبل تحالف "بريكس"، مشيرة إلى أنّ الإجراءات الأميركية "تعمّق الانقسامات في الاقتصاد العالمي وتخلق حالة من الاضطراب في الأسواق".
وقالت زاخاروفا: "استمرار حروب الرسوم الجمركية سيعزز انتشار الممارسات التمييزية، لأن خفض التعريفات على البضائع الأميركية فقط سيخلق مزايا تنافسية اصطناعية لها، وهو ما يتعارض مع معايير منظمة التجارة العالمية".
وأضافت أنّه "لا يمكن استبعاد أن يبدأ أعضاء منظمة التجارة العالمية في رفع تعريفاتهم الجمركية بشكل كبير"، محذّرة من أنّ ذلك قد يؤدي إلى "انخفاض حجم التجارة الدولية، وارتفاع التضخّم العالمي، وزيادة تقلب الأسواق المالية، ومن ثمّ ركود عالمي محتمل".
وردّاً على الانتقادات الأميركية والأوروبية الموجهة إلى نشاط مجموعة "بريكس"، رأت زاخاروفا أنّ هذه الانفعالات تعبّر عن "قلق الغرب من التحولات الجذرية الجارية في النظام العالمي"، مشيرة إلى أنّ "النماذج الليبرالية القديمة والممارسات شبه الاستعمارية تُستبدل اليوم بواقعٍ جديد متعدد الأقطاب".
وشددت على أن "بريكس لا تطرح تحدياً لأحد، بل تسعى إلى تعزيز أجندة إيجابية وغير مواجهة في العلاقات الدولية"، مضيفة أن "المجموعة تقدم نموذجاً للتعاون الدولي قائمًا على المساواة السيادية وتوازن المصالح".
وفي ما يتعلق بالتقارير التي تحدثت عن نية بعض دول "بريكس" الانسحاب من المجموعة بعد التهديدات الأميركية بفرض رسوم جمركية، أكدت زاخاروفا أن "روسيا لم تتلقّ أي إشعار من أي عضو في المجموعة حول هذا الموضوع"، معتبرة أنّ "التحديات الراهنة تدفع الدول الأعضاء نحو مزيد من التنسيق، لا نحو الانسحاب".
ولفتت إلى أن هذه الضغوط "تشجع على وضع آليات جديدة للتعاون العملي قادرة على مقاومة المخاطر الخارجية"، في إشارة واضحة إلى السياسات الأميركية.
الـــمــــزيــــــــــد
