"بتهمة التجسس"... "أنصار الله" اليمنية تعتقل مسؤولا رفيعا بحكومتها

اعتقلت جماعة "أنصار الله" اليمنية، أمس الثلاثاء، مسؤولًا رفيعًا في سلطاتها بتهمة التجسس لصالح قوى خارجية، وذلك على خلفية اغتيال رئيس الحكومة التابعة للجماعة وعدد من وزرائها أواخر آب الماضي.

وأفاد مصدر في الجماعة بأنّ الأجهزة الأمنية التابعة لـ"أنصار الله" اعتقلت أمين سر المجلس السياسي الأعلى، ياسر الحوري، بعد مداهمة منزله ومصادرة مقتنياته الشخصية، بينها هواتف وأجهزة إلكترونية، مشيرًا إلى أنّ التهمة الموجهة إليه هي التجسس لحساب أطراف خارجية.

وأضاف المصدر أنّ قيادة المجلس السياسي الأعلى أقالت الحوري من منصبه فور اعتقاله، تمهيدًا لتعيين شخصية أخرى مكانه.

ويُعدّ الحوري الأمين العام المساعد لحزب "الحق" اليمني، وقد شغل منصب أمانة سر المجلس السياسي الأعلى منذ تشكيله كواجهة سياسية لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة "أنصار الله" في تموز 2016.

ويأتي هذا التطور بعد أيام من اتهامات وجهها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي لموظفين تابعين للأمم المتحدة في اليمن، بينهم مسؤول الأمن والسلامة في برنامج الأغذية العالمي، بـ"التجسس لصالح إسرائيل والتورط في اغتيال رئيس حكومة الجماعة أحمد الرهوي"، مشيرًا إلى أنّ الأجهزة الأمنية ضبطت معدات للرصد والاختراق والاتصالات.

ومنذ نهاية آب الماضي، نفّذت قوات "أنصار الله" سلسلة مداهمات لمكاتب الأمم المتحدة في صنعاء، واحتجزت عددًا من الموظفين الأمميين المحليين والأجانب، قبل أن تفرج عن بعضهم، في وقت نفت الأمم المتحدة جملة وتفصيلًا صحة هذه الاتهامات أو صلتها باغتيال الرهوي.

وفي 9 تشرين الأول الجاري، أعلنت "أنصار الله" أنّ قواتها أطلقت 1835 صاروخًا ومسيرة على إسرائيل والسفن المرتبطة بها أو المتجهة إلى موانئها، مؤكدة استهداف 228 سفينة منذ أواخر 2023، في إطار ما تصفه الجماعة بأنه ردّ على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ تشرين الأول 2022، بعدما أعلنت الأمم المتحدة فشل التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة التي استمرت ستة أشهر. ولا تزال "أنصار الله" تسيطر على العاصمة صنعاء وغالبية المحافظات في الوسط والشمال منذ أيلول 2014، فيما يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية دعمه للجيش اليمني في محاولة لاستعادة تلك المناطق.

ووفق تقارير الأمم المتحدة، فقد أودت الحرب في اليمن بحياة نحو 377 ألف شخص حتى أواخر 2021، وتسببت بخسائر اقتصادية تتجاوز 126 مليار دولار، فيما يحتاج أكثر من 80% من سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانية عاجلة.